Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

الفقه الإسلامي بين الأصالة والحداثة

أ.د/ طه جابر العلواني

إنّ «فقه الأصالة» الذي يستحق هذا الوصف هو الفقه في الدين الذي جاء به كتاب الله تعالى في قوله -عز وجل: (لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ) (براءة:122)؛ أي: يطلبون فقه الدين والتفقه فيه ليصبح «فقه التديُّن به» «عقيدة وشريعة ومسئوليَّة وسلوكًا ومنهاجًا» واضحًا بيّنًا لديهم بحيث يعبدون الله -تبارك وتعالى- على علم دقيق وفقه عميق وفهم شامل. ولذلك اعتبر بعض العلماء هذا النوع من الفقه «الفقه الأكبر». وللإمام أبي حنيفة النعمان «70 – 150هـ» كتاب مطبوع يحمل هذا الاسم «الفقه الأكبر».

وهذا الفقه يمكن تتبّعه في إطار مسيرة أجيال الأمَّة؛ وأجيال الأمّة بالنسبة لهذا الفقه الأكبر تنقسم إلى:

  1. جيل التلقي: وهو الجيل الذي عاش عصر رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم- وهو يتلقَّى القرآن المجيد من لدن حكيم خبير، ويقوم بتأويله وتفعيله وتطبيقه وتلاوته وتعليمه، وتزكيتهم به. وهذا بالنسبة لمن كانوا معه في مكة ثم في المدينة المنوّرة. فلم يكن للناس في هذا الجيل من فقه إلا فقه القرآن المجيد باعتباره المصدر المنشئ للأحكام والكاشف عنها. وفقه التأويل والتفعيل والتطبيق النبويّ الذي أخذ فيما بعد مصطلح «السنَّة».

وجيل كبار الصحابة وآل البيت بعد وفاة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم- كان امتدادًا «لجيل التلقي» فلم يحدث تغيير يذكر، وعالجوا المستجدات التي حدثت وهي قليلة جدًا بذات المنهج، واستمر الحال على ذلك حتى استشهاد الإمام علي -كرم الله وجه ورضي عنه وأرضاه-. وفي (سنة 40 هـ) بدأ مصطلح الفقه يشيع ويجري تداوله بين جيل صغار الصحابة وكبار التابعين الذين وجدوا في تلك المرحلة، ونجد في طبقات ابن سعد وغيرها من كتب التاريخ إشارات لذلك، وفي تلك المرحلة كان جيل التلقي والجيل الذي تأثر به لا يكثرون السؤال ولا القيل والقال في القضايا الفقهيّة، فلم يبرز شيء مما عرف «بالفقه الافتراضيّ» آنذاك؛ «فعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنَّه قال: ما رأيت قومًا خيرًا من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم-، ما سألوه إلا عن ثلاث عشرة مسألة حتى قبض، كلّهن في القرآن، منهن [يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ] (البقرة:217)، [وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ] (البقرة:222)؛ قال: ما كانوا يسألون إلّا عما ينفعهم. وقال القاسم: إنكم تسألون عن أشياء ما كنّا نسأل عنها وتنقّرون عن أشياء ما كنا ننقر عنها، وتسألون عن أشياء ما أدري ما هي، ولو علمناها ما حل لنا أن نكتمها». أخرجه الدارمي في سننه (1/62) (رقمه 118) وهذه الخاصيّة؛ خاصيّة الاقتصاد في الفقه وعدم التشقيق والتفريع بدأت الأجيال التالية تفقدها. والخاصية الثانية: أنَّ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم- تأسيًا به -عليه الصلاة والسلام- كانوا أميل إلى التيسير وأبعد ما يكونون عن التشديد. «فعن عبادة بن نسيّ الكنديّ قال: أدركت قومًا ما كانوا يشددون تشديدكم، ولا يسألون مسائلكم، وفي ذلك كلّه كانوا يلتزمون الأدب الذي أدبهم رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلّم- به”.

 

لقراءة البحث كاملا يرجى فتح الرابط التالي:

  الفقه الإسلامي بين الأصالة والحداثة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *