أ.د/ طه جابر العلواني
هذا السؤال تكرر طرحه بعد وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). فقد مثَّل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) طيلة حياته القرآن المجيد، فقد كان خلقه القرآن، وسلوكه ونهجه وشرعته ومنهاجه وأحكامه، كلّها تمثِّل تطبيقًا للقرآن المجيد؛ لأنَّه (عليه الصلاة والسلام) كان يتلو على الناس آيات الله (جل شأنه) ويعلمهم الكتاب وما فيه، ويستنبط لهم حكمه، ويبيِّن لهم أحكامه، ويزكيهم به، ويتابعهم والقرآن المجيد يتحرك فيهم، تلاوة، وأحكامًا، وحكمة، وسلوكًا، وتصرفات، وتوحيدًا خالصًا، ودينًا واصبًا، وحكمة تامَّة كاملة، عامَّة شاملة، ويلاحظ (صلوات الله وسلامه عليه) فاعليَّة القرآن في تزكيتهم، التي استحقوا بها رضى الله (جل شأنه) فقال (تبارك وتعالى): ﴿مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا﴾ (الفتح:29)، فإذا شعر (صلوات الله وسلامه عليه) بأي انحراف في الفهم أو مخالفة في السلوك سارع إلى تقويم ذلك، وبيان وجه الحق فيه، فكأنَّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقوم بالعمليَّة التعليميَّة كلّها، ثم يقوم بالتربية والتدريب، وتنشئة الناس بذلك القرآن المجيد، ويتابع حركته فيهم وتحركهم به، فيزكيهم في أفهامهم، ويتابع مآلات ذلك في البيئة والمجتمع، فكان الجميع يعيشون في الظلال الوارفة لهذا الكتاب الكريم، يحيون به أفرادًا وأسرًا وأمَّة ومجتمعًا.
لقراءة البحث كاملا يرجى الضغط على الرابط التالي: