Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

مداخل فهم القرآن الكريم

 

أ.د/ طه جابر العلواني

تجديد الخطاب والمنطلق القرآنيّ

كثيرون من الأئمة حين كانوا يشعرون بأنَّ هناك انحرافًا قد حصل في الفكر أو المعرفة أو الخطاب أو فيها كلها يلجأون إلى القرآن الكريم يلتمسون فيه إحياء علوم الدين، وتجديد الخطاب، وإعادة بناء الفكر والمعرفة والثقافة، فعل ذلك أول من فعله عمر بن عبد العزيز، وسلك إلى ذلك سبيلين: سبيلًا نستطيع وصفه بأنَّه نظريّ ومعرفيّ، وسبيلًا آخر نستطيع وصفه بأنَّه عمليّ.

أمَّا النظريّ فإنَّه -رضي الله عنه- حين رأى حجم الاختلافات الفقهيَّة ونظر في المستقبل وما ينذر ذلك الاختلاف في حدوثه فيه؛ كانت دعوته الشهيرة إلى جمع السنن، فقد جمع عمر بن عبد العزيز –رضي الله عنه- السنن لا لتكون مصدرًا موازيًا للقرآن الكريم ولا مكملًا له، فمعاذ الله أن يظن رجل مثل عمر بن عبد العزيز أنَّ القرآن يحتاج إلى ما يكمله، والله (تبارك وتعالى) يقول للناس: ﴿أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (العنكبوت:51)، وقال لهم: ﴿.. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (النحل:89)، وقال: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا (الفرقان:33)، وقال ﴿وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (النحل:64).

 لكنَّه أراد بجمع السنن أن يجعلها بديلًا عن الفقه، ومخرجًا من السقوط في الاختلافات الفقهيَّة، وتفرق كلمة الأمَّة، وتشتت ثقافتها، فهو يعلم أكثر من غيره أنَّ كل حكم فقهيّ يبدأ من الفقه ليصب في عالم الثقافة، وصناعة العقول، لكن الرجل عوجل قبل أن ينهي مهمته، ورغبت الدولة في أن تجعل من السنن نصًا موازيًا للقرآن الكريم، وبديلًا عنه في بعض الأحيان، مع أنَّ من المستحيل أن يأتي الناس بمثل هذا القرآن ولو كان بعضهم لبعض ظهيرًا: ﴿قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾ (الإسراء:88)، لكنَّهم وجدوا أنَّ وضع السنَّة إلى جانب القرآن أصلًا ودليلًا موازيًا ومصدرًا للتشريع مع عدم العصمة عن التغيير والتبديل سوف يعطي مرونة لصنَّاع القرار والفتيا بتمرير بعض القضايا التي قد يكون من الصعب تمريرها مع تفرد القرآن المجيد بالحاكميَّة.

لقراءة البحث كاملا يرجى الضغط على الرابط التالي:

مداخل فهم القرآن الكريم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *