رؤية معرفية ودعوة إلى الحوار
أ.د/ طه جابر العلواني
تعتبر قضية «تحديث العالم الإسلامي» من القضايا الهامة التي تقتضي من الباحثين والمفكرين عناية تناسب أهميتها، فهي القضية المحورية وراء تكون أهم التيارات والاتجاهات في عالمنا الإسلامي وانطلاقها وتراجعها.
فكم من حكومة قامت وسقطت، وكم من حزب نشأ وانهار، وكم من اتجاه ساد ثم باد، وحين نبحث في عوامل ذلك وأسبابه نجد قضية التحديث بارزة وراء ذلك كله.
فأين نحن الآن من التحديث؟ أين فَشَلَنا، أين نجاحنا، وما هو مبلغنا من التحديث؟ الرأي الأول: يعلن أن قضية التحديث في العالم الإسلامي قد فشلت. رأي آخر يقول: إنها نجحت في بعض الأماكن نجاحا محدودًا نسبيا، ولكن هناك إتفاقا تاما على أن التحديث في العالم الإسلامي لم يسر بنفس المستوى الذي سار به في بلدان أخرى مشرقية. إن فشل قضية التحديث في العالم الإسلامي بصفة عامة وفي العالم العربي بصفة خاصة يمكن إرجاعه –في نظرنا- إلى عوامل عدة لعل أبرزها:
أولا: إن الدعوة إلى التحديث والعمل من أجله قد تبنتها النخب الثقافية التي تبنت فكر الغرب وثقافته وطريقته في البناء الحضاري والمناهج التي اتبعها في عملية نهضته. هذه النخب التي تخرجت في مدارس الغرب أو تعلمت في الجامعات والكليات والمعاهد التي أُسست على النمط الغربي في العالم الإسلامي مثل الجامعة اليسوعية في بيروت، «أو الجامعة الأمريكية حاليا»، الجامعة الأمريكية في القاهرة، وجامعة الحكمة في العراق، وكليات بغداد في العراق كذلك. هذا النوع من الخريجين وهذا النوع من المدارس التي كانت تفرز النخب العربية والإسلامية التي حكمت العالم الإسلامي وغالبية البلاد العربية بصفة خاصة حكمته كحكومات وكمعارضة في الوقت نفسه وظلت تتداول الحكم فيما بينها. هذه النخب لم تستطع أن توصل خطاب التحديث إلى البنى التحتية للمجتمع المسلم. وشيوع الأمية في المجتمع المسلم وفوقية الخطاب وتعاليه وكونه خطابا غربيا لا جذور له في أذهان ونفسيات البنى التحتية للأمة الإسلامية جعلها لا تفهم هذا الخطاب ولا تكاد تلتفت إليه أو تتأثر به فظل مقصورًا على تلك النخب الثقافية ما بين حكام ومعارضة، ما بين رجال أحزاب وعسكريين ونحوهم من المشتغلين بالعمل السياسي في العالم الإسلامي ونتيجة ظروف مختلفة منها تفشي الأمية تجد العاملين في الحقل السياسي لا يكادون يجاوزون في أي بلد من هذه البلدان 05% من أبنائه.
لقراءة البحث كاملا يرجى الضغط على الرابط التالي: