Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

“تعليق أحد القراء الكرام على مقال “إشكالية استقلال السنة بالتشريع

 

تعليق أحد القُراء الكِرام الشيخ/ زكريا رمضان عرابي، على أحد مقالات د/ طه العلواني، تحت عنوان “إشكاليَّة استقلال السُنَّة بالتشريع”.

“مقال نفيس قد يحرك العقول المتلهفة لطرح قوانين التلقي المحفزة لاستلهام الوحي الشموليّ، الذي ظل قرنًا كاملًا هو المصدر الأسبق؛ لتقعيد أصول، وأهداف العلم الشرعيّ، والعمليّ للأمّة، وبنيت عليه حياة المسلمين الأولى، وسادوا بها جنبات الدنيا: علمًا، وعملًا، وجهادًا، ودراية قبل أن تتغلب الرواية فتحتل صدارة المشهد، ويظهر فيها وبها أولئك الرجال الذين أصبحت لهم منازل، وهالات في نفوس التابعين زمنًا، حتى صاروا هم الوحي ذاته من كثرة ما رووا، بل وأصبح التلاميذ من بعد يستثقلون الآيات بقدر ما يستسهلون الروايات، فكثرت القالة بقدر ما ضَعُفت المقالة، فتخوض أناس في دين الله بسمعة الرجال، وترك المعين الصافي يؤدي دور الشاهد لا الحاضر، فحدثت الفجوة بين كتاب الله والعلم، بقدر ما تقاربت الروايات والرواة إلى الحد الذي جعلها تكثر، حتي صارت له ندًا، وأصبح الشرف كله في تلقي الحديث والرواية، وذلك الذي جعل الأعاجم لما أرادوا اللحاق بالمكانة التي لدى العربيّ لم يجدوها إلّا في الاستئثار بالمرويات فسجلوا فيها ليساجلوا بها، بل إنَّ القراء أصبحوا في الساقة بعد أن كانت لهم الصدارة، من جراء تهافت الناس على المرويات وعظمها عندهم، بعد أن كان الراوي في الصدر الأول يخشى الدوائر إن فاه بحديث دون أن يأتي معه بشاهد، إلى أن انقلب الحال، وتبدل المقال، وصرنا الى هذا المآل، فالقارئ مجاله سرادقات العزاء، والراوي زينة المجالس وقرارة عين، مع أنَّه لاشك حاطب ليل حتفه في كده.

ولأمر ما طويت هذه الصحائف رغم نصوعها، وجيء بأخرى تحمل مراد القوم، ولكنَّ مقالكم هذا أتى بالتثوير، والتنوير حتى يعلم المستمسك بحبل الوحي أنَّه ما بد من الرجوع إليه، وتغليبه وأنَّ الله مظهر أمره.

أمَّا السُنَّة فهي الكاشفة لا المنشئة، ولرسول الله (صلى الله عليه وسلم) أعظم في نفسه من أن يقدم قوله على قول من أرسله، وذلك المعنى من لوازم الإيمان، ولازالت كلماته الواضحة في ذلك تسري في باب المؤمنين: “من كتب عني شيئا غير القرآن فليمحه”.

وما فَهمُ عمر عنا ومسلكه في هذا ببعيد، لكن جاءت الطامة عندما غرر عن قصد بمزمور القرآن على مرأى الناس يوم التحكيم، فصار بعدها صاحب القرآن ألعوبة الساسة والطغاة، فتوارى القوم عن كرامة لأنفسهم، فتنفس سواهم الصعداء: أصحاب الفِرق تارة، وأصحاب الكلام، والشعر، والنحو، والرواية، وغيرهم تارات، رغم أنَّ التاريخ يشهد ما رد ابن عباس شرود الخوارج إلا بالآيات، وما كان الجند يتترسون في الثغور إلا بالقراء، وهكذا.

إلى أن ظن أولئك الذين أرادوا مجاراة القوم لاكتساب أرض، ودوران رجوعهم مرتهن بفن جديد، فنسبوا القرآن الى الرواية، وصاغوا في ذلك كما صاغ القوم،ثم  أَلِفوا الدرب فَأَلفوا فيها مرويات القراءات فتفرقت الدماء في القبائل”.

ونترك لكم التعليق.

مع تحيات/ إدارة الصفحة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *