Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

أ.فتحي حسن ملكاوي

عرفت شيخنا الدكتور طه جابر العلواني لأول مرة عام 1979م بعد صلاة الفجر في أحد مؤتمرات اتحاد الطلبة المسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية، فقد صليت يومها إمامًا، فأثنى  على قراءتي واختياري للآيات، من اواخر سورة الأحزاب. ثم تواصلت اللقاءات في مناسبات عديدة حتى كانت سنة 1988 حين زار الشيخ طه العاصمة الأردنية، وكان يومها رئيسا للمعهد العالمي للفكر الإسلامي للترتيب لمؤتمر عقده المعهد في الأردن خريف عام 1989م، بعنوان “السنة النبوية: مصدرا للمعرفة والحضارة” بالتعاون مع المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية. فاختارني وقتها لأكون عضوا في اللجنة التحضيرية ومستشارًا للمعهد في الأردن، ومن ذلك الحين وحتى الآن وأنا على صلة بالشيخ أظنها وثيقة.

لقد استمتعت بصحبة الشيخ طه في الحل والترحال، ورافقته في السفر إلى بلدان كثيرة في أمريكا وأوروبا وآسا وأفريقيا. وكثيرا ما كنت أحمل إليه همومي وطلباتي المتلاحقة وبيدي آلة مسجلة، استملى منه كلمة التحرير لمجلة إسلامية المعرفة، أو ورقة عمل لبرنامج بحثي أو لندوة أو مؤتمر، أو أحمل إليه، في مكتبه في المعهد، أو الجامعة، أو في منزله، شيئا كتبه، فأطلب منه توضيحا، أو تمثيلا، أو تعديلا .. وأشهد أن صدره كان يتسع لكل ذلك، وأخرج من لقائه بخير كثير.

لقد رأيت في الشيخ طه عالما مجتهدا، وحافظا متقنا، ومفكرا ناقدًا، والأهم من ذلك أنني رأيته، وهو فوق السبعين، طالب علم لا يكف عن البحث والاستزادة، ليس من علوم الإسلام ومصادره فحسب، بل من علوم الغرب وفلسفته. ولا أعلم أحدًا أتقن اللغة الانجليزية والتحدث بها بطلاقة في سن متقدمة كما فعل هذا الشيخ الجليل.

أما في السياسة فقد حدثني، في بعض حالات الاسترخاء، عن لقاءاته وعلاقاته القديمة مع السياسيين والعسكريين، وخبرته في طرق تفكيرهم، وقراراه القطعي بالارتفاع عن مشاغلهم الطارئة وهمومهم الآنية، والانقطاع إلى هموم الأمة المزمنة ومشروع مهوضها المنشود. ومع ذلك فإنه كلما حَزّبَ أمر جلل وتطلب أن يقول الشيخ شيئا فيه، تجده يقدم تحليلا عميقا، ورؤية شاملة، وموقفا حكيمًا.

أما في السياسة فقد حدثني، في بعض حالات الاسترخاء، عن لقاءاته وعلاقاته القديمة مع السياسيين والعسكريين، وخبرته في طرق تفكيرهم، وقراره القطعي بالارتفاع عن مشاغلهم الطارئة وهمومهم الآنية، والانقطاع إلى هموم الأمة المزمنة ومشروع نهوضها المنشود. ومع ذلك فإنه كلما حزب أمر جلل وتطلب أن يقول الشيخ شيئا فيه، تجده يقدم تحليلا عميقا، ورؤية شاملة، وموقفا حكيما.

وأشهد أنني لا أعرف أحدًا تعلمت منه أكثر مما تعلمت من الشيخ طه، ولا أعرف أحدا تحمل مني،نقدًا وجدلا واعتراضا، مثلما تحمل، ولا اعرف أحدا يشعرني بأنه “يهشّ ويبشّ” لزيارتي له، أو حديثي الهاتفي معه، مثلما يفعل.

فاللهم اجز الشيخ طه العلواني خير الجزاء، وتقبله أحسن القبول، وأعف عنه وعنا، إنك ربنا عفو غفور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *