هل مفهوم الرزق يتغير عند انتشار العدل عنها في وجود الظلم؟
الجواب:
أخي الكريم، الرزق مفهوم قرآني ورد في كتاب الله في سياقات عديدة، والرزق قد يكون مالا وقد يكون جاها وعلما، وقد يكون من الطيبات، وقد يكون من الخبائث، والغالب استعماله في الطيبات، والعطاء الجاري دنيويا كان أم أخرويا، وقد يطلق الراتب الذي يتقاضاه الإنسان فيقال أرزاق الجندي ويقال رزق بولد، وندبنا الله (جل شأنه) إلى الإنفاق مما رزقنا ومبادرة الموت بذلك ﴿قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ﴾ (إبراهيم:31)،﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ (البقرة:254)، وهو نصيب من النعمة الإلهية في الغالب، وقد يطلق على الحظ والنصيب كما يطلق على الأغذية وغيرها، والعطاء الأخروي أيضا رزق، ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ (آل عمران:169)، وطبعا أرزاق الدنيا غير أرزاق الآخرة، والرزاق هو الخالق (جل شأنه) الذي يعطي الرزق ولا تقال إلا لله (جل شأنه)، وقال (جل شأنه): ﴿وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ﴾ (الحجر:20) أي لستم سببا في رزقه بأي وجه من الوجوه، ولا أجد ما يمنع من قبول فكرتك في إطار مفهوم الرزق، فهو يتسع لذلك، والعدل والنصفة تؤدي إلى حسن توزيع الأرزاق، فلن تكون الدولة ولا الأفراد برازقين في هذا ولكنهم يكونون قد أنصفوا من لا يستطيع الوصول إلى رزقه؛ لأن الرزق يقتضي السير في مناكب الأرض ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾ (الملك:15).
وفقك الله.