الجواب:
العقل لا يغيب من أمة بالكلية كما يمكن أن يغيب عن أفراد أو مجموعات ولكن لا تفقد أمة كانت راشدة عاقلة مهدية عقلها بالكلية، نعم يمكن أن تصاب بالحيرة لفترة من الزمن ويمكن أن تصاب بالغبش مثل عمى الألوان ويمكن ويمكن!!
لكن لا تفقد الأمة كلها العقول هكذا دفعة واحدة فحتى يوم القيامة يقول الباري (جل شأنه): ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ (الحج:1-2) فكأن عقلها يصبح منحصرًا في ذاتها وتتجاوز طفلها الرضيع وسواها بسبب الذهول وهول الصدمة وكذلك قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ﴾ (عبس:34-37) فالعقول قد تصاب بالحيرة وتصاب بالذهول وقد تنكمش وتضعف قدراتها على التفكير المتعمق المستنير لكنني لم أرى شعوبًا وأممًا تفقد عقولها بالكلية اللهم إلا بعض من قصهم الله علينا مثل قوم لوط الذين قال لهم نبيهم:﴿…أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ﴾ (هود:78) وكذلك الشعوب التي أخذتها الصيحة أو شعب نوح الذي أهلكه الله بالطوفان لكنه بعد أن أرسل الله محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين لا نعرف أمة فقدت عقلها تمامًا .