– ياهيا دكتورنا الغالي ذكرتنا ببداية التسعينات وتقديمكم لكتاب المصطلحات الثلاث الثقافة الحضارة المدنية للباحث الشاب – الذي لم يعد شابا أضحى أستاذ دكتور في العلوم السياسية- كما وصفتوهم وقتها وتنبأت له بمستقبل باهر…. وركزت على هذا الأمر بمقدمة الكتاب ثم توالت عملية اللطش من هذا الكتاب وهو كتاب بناء المفاهيم وكتاب الجماعة والجامعة وكتاب مفهوم الجمال وغيرها…… أشرتم لهذه المعضلة وكتبتم فيها كثيرا حين تحدثتم عن أزمة المفاهيم……. واليوم وبعد كل تلك السنين يعاد طرح نفس الأسئلة وكأنك يا ابو زيد ما غزيت كما يقال بالمثل الفلسطيني والاردني عندنا…… لا وبل كأني اتذكر أن الشهيد الفاروقي معكم ابتدأتم مشروعكم من هذه النقطة…. فمالنا نرجع للمربع الأول دائما؟ كأنني سأغير وجهتي وساصبح تشاؤميا خلدونيا…حول مستقبلنا الفكري… فما تعليقكم دكتورنا اكاد اجلط…فما بالكم انتم احسدكم على طول بالكم.
الجواب:
إن موقف أمتنا يا أخي ما يزال كموقف جحا من بيان سنوات عمره، فقد سئل جحا عن عمره وكان آنذاك في الخامسة والعشرين، فقال: عمري خمس وعشرون سنة، وبعد عشر سنوات سأله أحد المتخابثين فقال: كم عمرك الآن يا جحا، قال: خمس وعشرون، ولما قال له: يفترض أن تكون الآن في الخامسة والثلاثين، استنكر جحا ذلك وقال: يا بني أنا رجل والرجل لا يرجع في كلامه.
فلماذا تريد من الناس أن يرجعوا في كلامهم، أو يبدلوا فيه؟!