إنّ الأمم والحضارات لا تدخل دوراتها الحضارية، ولا تبنى إلا بمؤسسات متنوعة قادرة على فعل ذلك، متمكنة من بناء إرادة وفعل جماعي متصل، ذي امتداد في الزمان والمكان، قائم على تفاعل بين المشاركين فيه، وانفعال يجعل الدور الفردي دورا قد لا يلتفت إليه، وقد لا تلحظ أهميته، إلا في إطار ذلك المجموع الذي يشارك في صنع العقل الجماعي الحضاري، فالمجموع يشكل نسيجا من علاقات متداخلة بين خيوطه، بقدر ما تتداخل وتتلاحم، بقدر ما تكون المؤسسة أقوى وامتداداتها أكثر فاعلية في الزمان وفي المكان.
وحين تعجز الأمة عن بناء الجديد من المؤسسات الضرورة، ومواصلة الحفاظ على القائم منها، فإنّ ذلك نذير عجز، وإرهاصات انكسار.
ولعل أول خطوات أمتنا نحو مسيرة “التراجع الحضاري”، بدأت عندما بدأت مؤسساتها بالانهيار. فلم تتحرك الأمة لإنقاذها وإعادة بناء ما انهار منها، وإقامة ما هو مهدد بالانهيار، أو كان مما يريد أن ينقض.
للاطلاع على الورقة كاملة يرجى الضغط على الرابط التالي: