ما هى الفطرة السليمة ؟ ومن يحددها ؟ ومتى تنتكس وتتبدل ؟ وكيف ؟ وكيف أحاور من تبدلت فطرته وظن الخطأ صوابا وكيف أرجعه إلي فطرته السليمة ؟
الجواب:
الفطرة السليمة: يقول الله جل شأنه في الفطرة السليمة: :﴿فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ (الروم:30)، فقوى الوعي الإنساني وعقله وضميره كل هذه الأمور هيئها الله (جل شأنه) لتشكل هذه الفطرة، ولكن هذه الفطرة قد يخفت صوتها أحيانا فتستبد بالإنسان أمور هي أضداد لفطرته ومناقضة لها، والدين أهم مساعد يعين الإنسان على تصحيح مسيرته وإعادته إلى فطرته بعد الانحراف.
والفطرة لا تتبدل ولكن هي مثل مرآة تقع عليها أوساخ أو أتربة نتيجة العمل السيئ، أو المفاهيم المنحرفة، والاعتقادات الباطلة، وما إلى ذلك، يقول الله جل شأنه: :﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ﴾ (المطففين:14)، فإذا جلوتها ونظفتها بالذكر والتوبة والاستغفار عادت إليها طاقتها ونشاطها، وإذا أهملتها فقد يكسوها الران؛ ولذلك أمرنا الله (جل شأنه )بالذكر الدائم له، والخشوع والإخبات لكي تبقى الفطرة سليمة قادرة على مساعدتنا على رؤية الأشياء كما هي دون تزييف، وبالنسبة لكيفية محاورة من تبدلت فطرته حاول أن تقدم له المفاهيم الصحيحة مقابل الفاسدة التي تبناها؛ لغفلته أو في ضعف وعيه، والله أعلم.