هل عامة الناس أيضًا بحاجة إلى تعريفهم بالمقاصد وإقحامهم فيها ؟ وهل هم قادرون على استيعابها والتعامل السليم معها ؟
الجواب:
الله (تعالى) خاطب الجميع، أحيانا بلفظ: أيها المؤمنون، وأحيانا بلفظ: أيها الناس، ولم يميز بين مستويات فهم وذكاء وسوى ذلك، ولكننا نعرف أن الطاقات الإنسانية قد تقعد بالبعض فلا يتمكنون من الوصول إلى مستوى معين من المعارف أو التخصصات، وأحيانا يكون من نظن فيه عدم القدرة على الفهم فيه من الذكاء والاستعداد ما يسمح له بتفهم أعوص المسائل، وتذكر: ﴿عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَن جَاءهُ الْأَعْمَى * وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ الذِّكْرَى﴾ (عبس: 1-4)، فالله (سبحانه وتعالى) قد زود الناس بطاقات كثيرة: ﴿كُلًا نُّمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاء مِنْ عَطَاء رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاء رَبِّكَ مَحْظُورًا﴾ (الإسراء:20)، وأهل العلم يستطيعون أن يعلموا الناس، فهناك من إذا سأله السائل بسط له المسألة، واستسقى جوابه من كتاب الله، وذكر له الدليل، وقد يعززه بفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، أو قول له، أو شيء من سننه وهديه عليه الصلاة والسلام، وبذلك يتعلم الناس ويرتفع مستواهم، والإنسان فطره الله على التعلم وجعله طلعة، يتطلع دائما، وأُمر بأمره لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يدعوا ويقول: ﴿.. وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا﴾ (طه:114)، فلماذا تريد حصر الخير في جهة واحدة، وأنت لا تدري لو عرضته على الجميع لعلمه الذين يستنبطونه، وتعلمه الآخرون، وفقنا الله وإياك.