Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

ماذا عن الإجماع؟

ما رأيكم في هذا الرأي؟

إن أي حكم أجمعت الأمة على أنه حكم ديني، فهو كذلك وإن لم يرد التصريح به نصًا في القرآن أو السنة، وبالتالي فمن يعارض هذا الحكم المجمع عليه أنه من الدين فهو إنما يعارض الدين نفسه وهذا هو المقصود من كون الإجماع حجة. فالتشكيك في مجموع أفهام العلماء المجتهدين والمعتبرين، هو الخطوة الأولى في التشكيك في نفس النصوص الدينية أعني الكتاب والسنة.
وها هنا لا نملك إلا أن ننبه إلى خطأ من يقع في هذه المصيدة من المشايخ المتهورين والمندفعين وراء مقولة الاجتهاد وهم لا يلتفتون إلى أن الاجتهاد لا يصح أن يعارض الإجماع وهذا هو الشرط الذي اشترطه علماؤنا للاجتهاد، وكثير من المشايخ أو المفكرين المنتسبين إلى الإسلام في هذا الزمان يقعون في هذه المصيدة العلمانية حين يبادرون بعدم الاعتراف بالإجماع وأنهم يستندون ويأخذون فقط بما يتوصلون هم إليه وإن عارض جميع المجتهدين السابقين. وكان الأولى بهم إذا وصلوا إلى هذه الحالة أن يشكوا في اجتهادهم لا أن يفرحوا به، وكان الواجب أن يعيدوا النظر بما قالوا وقرروا بدلًا من أن يعلنوه بين الناس ويدعوهم إليه على أنهم مذهب جديد وطور اجتهادي معاصر، وسوف يتوكأ العلمانيون على هؤلاء المجتهدين!! المزعومون ليتبنوا كثيرًا من مقولات العلمانية ويدفعوا بها قواعد اسلامية عتيدة، متكئين إلى هؤلاء السذج من مدعي الاجتهاد!!

الجواب:

يقول الإمام أحمد بن حنبل: “من ادعى الإجماع فهو كاذب”، فعن أي إجماع يتحدث الأستاذ الفاضل، عن إجماع المسلمين قبل الفرقة أو بعدها، ومتى تحقق الإجماع؟

ولا نرى شيئا مجمعا عليه بالمعنى الذي ذكروه إلا الأركان الأساسية للعقيدة كما جاء بها القرآن الكريم، وكذلك الأركان الخمسة التي بني الإسلام عليها، وإذا ذهبنا إلى التفاصيل فلا نجدهم أجمعوا على شيء بعد ذلك، ومعروف أنه بعد الفرقة والفتنة لم يقع أي إجماع حتى يومنا هذا، والإجماع كان وسيلة ضغط تضغط بها السلط في عهد بني أمية وما تلاه، وعلماء السلطة على المعارضين والمخالفين، وما أكثرهم، والمجتهد لا ينتظر إذنا من أحد لكي يجتهد إذا آتاه الله الموهبة، وهيئ له الأسباب، وفتح له السبيل إلى ذلك، نسأل الله أن يهدي الجميع لما يحبه ويرضاه، ولا يزالون مختلفين إلا ما رحم ربك، ولذلك خلقهم، ومن المعلوم أن بعض الاختلافات لن تنتهي إلا عند العرض على الله (جل شأنه) يوم الدين؛ ولذلك قال (جل شأنه):﴿ إنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ﴾ (الجاثية:17)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *