إذا كان الله موجود والشيطان موجود، وضعفك موجود، هل كنت تتمكن من أن تحب الله ثم تكرهه؟
الجواب:
تقلبك بين الحب والكراهية دليل على وجوده، وإحساسك بأنه مؤثر فيك وفي حياتك، فستعود إلى ربنا شئت أم أبيت، بل ستعود إليه رغم أنفك؛ لأن الإيمان مازال قويا في قلبك، يستعصي على كل محاولات شياطينك ونفسك الأمارة انتزاعه، كل ما هنالك أنك توليت الشيطان فترة فأراد أن يغتنم ذلك ويقطع صلتك بربك، ويحول حبك له إلى كراهية، وخشوعك وإخباتك إلى تمرد، أنت تحتاج إلى انتفاضة حقيقية بل ثورة في داخلك تقطع علاقتك بالشيطان وتجعلك تقترب من الرحمن لتكون من عباد الرحمن، وحاول أن تجد أناس مثلك أصابتهم مصائب في حياتهم فأفسدت علاقاتهم بالله، ثم بالناس لتستمع إلى قصصهم، فتأخذ منها العبر والدروس وتعلم أنك لست الوحيد الذي ابتليت، وأن هناك من ابتلي بما هو أكبر من بليتك فصبر حتى تغلب عليها وتخلص منها، وقال الله له بعد ذلك: ﴿يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ (الفجر:27-30)، أعلم أن الصبر شاق جدا على مثل البلايا التي أنت فيها، لكنك إن تمسكت بالصبر واستعنت بالصلاة، وثبت على ذلك حتى إذا لم تجد للصلاة لذة أو أثرا فيك فلن تصبر إلا قليلا حتى تأتيك نفحات الله جل شأنه ولطفه وفضله، ويستردك من الشيطان، وردد على الدوام:﴿ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ * وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَن يَحْضُرُونِ﴾ (المؤمنون:97-98)، يحمك ويأخذ بيدك ويعيدك إلى سويتك، وفقك الله.