اطلعت في صفحتكم على جوابكم حول حكم التقليد في الإيمان. وجوابكم بالتأكيد مهم. لذلك أتوجه إليكم بسؤالين: هل توجد لكم أو لغيركم من الفقهاء المعاصرين كتابات في الموضوع؟ هل أصبحت مسالة البحث في الإيمان عن التقليد أو عن الدليل من المواضيع القليلة الأهمية مادامت ضعيفة الارتباط بالقضايا التكليفية؟
الجواب:
أرجو أن ترجع إلى كتابنا في التوحيد، وكتاب المنهجية مجموعة علماء صادر من المعهد العالمي للفكر الإسلامي، وارجع إلى كتاب التوحيد للفاروقي -يرحمه الله-، وكثير من كتب علم الكلام القديمة ناقشت هذه المسألة، مسألة إيمان المقلد في موضوع معرفة الله (تعالى)، وهل السبيل إلى هذه المعرفة عقلي أو سمعي، وبإمكانك الرجوع إليها.
ونعم لم يعهد الناس ولا كليات الشريعة وأصول الدين إلا النادر منها البحث في قضايا العقيدة إلا على المستوى التاريخي، والتقليدي، أما التعمق في دراسات العقيدة وكيفية تفعيلها في واقع الأمة وإحياء القلوب بها فلم تعد تحتل موقعا مناسبا في دراساتنا التقليدية؛ ولذلك صار المجال مفتوحا على مصاريعه أمام مستويات مختلفة من الناس، ليدخلوا في عمليات تكفير الناس، ورميهم بالبدعة والفسق وما إلى ذلك. وأنصحك بقراءة كتاب إيثار الحق على الخلق لابن المرتضى اليماني فهو نافع في هذا المجال.