أستاذنا الحبيب لك في حمى الطائفية رأي ، فهل جعلك ما يحدث اليوم تراجع رأيك أو تؤكد تمسكك به ، وهل يمكن اعتبار أن إيران لا تزال ( جمهورية اسلامية ) حتى بعد هذا الوقت ؟! لك أن تنيرنا ببلسمك المكتوب يا والدنا الكبير ..حفظك الله وسلمك من كل مكروه.
الجواب:
الطائفية مرض خبيث، وداء مهلك، ابتليت به، شعوب كثيرة، لم تجد لنفسها أمانا من هذا الداء الخبيث إلا بالتوبة إلى الله، والعودة إلى نقاء الإيمان. وصفاء العقيدة، ونبذ التفرق، واتخاذ الدين شيعا، وتدمير مبادئه، وتقطيع أوصاله، ليصبح الناس أحزابا كل حزب بما لديهم فرحون، إن السنة والشيعة عاشوا معا وسيستمر عيشهم المشترك إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فعليهم جميعا أن يتعقلوا، ويدركوا هذه الحقيقة، حلوة كانت أو مرة، وأن عليهم أن ينغمسوا جميعا في المحبة والمودة والتسامح ولا يكونون أقل عقلا من ذلك القائل إذا كنت مأكولا الطعام فرحب، فإذا أدرك الطرفان وفي مقدمتهم مشايخهم أن أحدا منهم لن يثني الآخر وأن الله (جل شأنه) قضت حكمته بأن يعيشوا معا ويكونوا جيرانا فعليهم أن يتقبلوا هذا القدر، ويتعايشوا به ومعه، ويجتنبوا كل ما يسيئ إليه، ويأخذوا بقول الله (جل شأنه):﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾(البقرة:134).
فلا يدمروا حاضرهم ومستقبلهم بآثار ماضيهم، وليتقوا الله (جل شأنه) في أطفالهم ونسائهم وضعفائهم، فإن الله لا يرضيه ما حدث ويحدث بينهم من فساد في الأرض، وإارقة للدماء، وانتهاك للحرمات، أعاذنا الله وإياكم من شرور الطائفية والطائفيين السياسيين، والمتاجرين بدماء الضعفاء.