” وفي حاشية ابن عابدين يذكر الفقيه الحنفي الكبير أنه إذا اختلف اثنان على طفل ، أحدهما مسلم يدعي أنه عبد له ، والآخر من أهل الذمة يدعي أنه ابن له ، فإن القاضي يحكم لغير المسلم ، لأن تنشئة الطفل على الحرية وإن كانت في غير الإسلام ، أرجح من تنشئته على العبودية في ظل الإسلام ” من كتاب التدين المنقوص.
الجواب:
هناك ما نسميه بالفقه الافتراضي، وذلك بأن يفرض طلبة الفقه أسئلة ويدربون أنفسهم على الإجابة عنها، ومنها السؤال الذي طرحه ابن عابدين، ربما بعد انتهاء الرق في العالم كله، وتوقف الناس عن التعامل فيه، فالحرية قيمة عليا، ومقصد شرعي، لكن وضعها بهذه الطريقة وكأن السائل يريد أن يقول إن الأمر قد انحصر بين إيمان بلا حرية وحرية بلا إيمان، ومجرد هذا الحصر هو افتراض هابط، لا قيمة له، وبعض الكاتبين تعجبهم الفرضيات والغرائب، لما قد تعطيه من إيحاءات غريبة؛ ولذلك فإن هذه العبارات قد يحتفل بها ويحتفي بعض الكاتبين لطرافتها وغرابتها، فلا ينبغي أن تكون مجال بحث ونقاش، ولو تتبعنا الفقه الافتراضي وتطوره في مختلف العصور لوجدنا في بعضه ما يضحك الثكلى، وفي البعض الآخر ما يسقط المروءة، ويدمر الحياء، فلا تعلق كثيرا على مثل هذا يا رعاك الله.