في تفسير القلب السليم أنه: القلب الخالى من الشهوات والشبهات، أو ليس هذا من مهام العقل ؟ أم أن العقل هو القلب ؟؟
الجواب:
هما أمران مختلفان، ولكن القرآن المجيد ذكر القلوب وقال:﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ﴾ (الأعراف:179)، وقال:﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ﴾ (الحج:46) فقد تنسب وظائف العقل للقلب، ووظائف القلب للعقل، فمن حيث الوظائف يمكن أن تصدر عن كل منهما، ومن حيث الحقيقة فالعقل شيء، والقلب شيء آخر، وبعض العلماء اعتبر العقل له موضع في الجسم يتموضع فيه وهو القلب، وبعضهم اعتبره مثل الإنسانية حقيقة شائعة في الإنسان لا تنحصر بموقع معين، وإن تأثر وجودها في بعض المواقع بشكل أو بآخر، واقرأ إن شئت كتابا للإمام الرازي الروح والنفس، وكتبا أخرى في هذا المجال لأئمة سبقوه أو لحقوه، ومنهم الحارث المحاسبي في القرآن ومائية العقل، ومن كتب المتأخرين كتاب الشيخ الجوزو العقل والقلب، وبعضهم كتب في العقل والقلب والنفس والفؤاد وما إلى ذلك، وقد علمنا القرآن الكريم الاهتمام بوظائف هذه المذكورات لا الاهتمام بالتشريحات والحقائق العضوية، إلا على سبيل الاختصاص كما يختص الأطباء بعضهم بالقلب وبعضهم بالمخ وجراحاته وما إلى ذلك.