مــا رأيك في قول محمد عـابد الجابري في كتابه “العقل الأخلاقي العربي” أن فكرة إسلامية المعرفة مؤسسة على وهم الذاتية، وأن هذه الفكرة تقع في مغالطة تنقض أساسها من جذوره، وأن رهـانات المعرفة يجب أن يكون مناطهـا النسبية الإنسانية دون إضفـاء الإسلامية، حتى لا نكرس اجتهـادا نسبيًا تحت غطاء نص مطلق
الجواب:
الجابري مترجم لتراث غربي، نظرية المعرفة التي بني عليها ذلك التراث تتجاهل الوحي، وتضعه ضمن الخرافة، ولا تعتبر الوحي مصدرا للمعرفة، والإسلام ليس ذاتيا بل إلهيا، فالإسلام يدور حول القرآن، والقرآن وحي متحدٍ، أعجز الخلق كلهم عن أن يأتوا بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، وحين أكون مسلما فإن مصادر معرفتي تنحصر في الوحي والكون، أقرأ فيهما جميعا، وأجمع بين القراءتين، وأسلمة المعرفة عبارة عن جعل الوحي إلى جانب الكون مصدرًا للمعرفة وهو كذلك، ولو أن الراحل الجابري -عفا الله عنا وعنه وغفر لنا وله- انطلق من المنطلق الفلسفي الخاص بنظرية المعرفة لأدرك أن الأسلمة ليست شعارا، بل هي إتمام لنظرية المعرفة التي عرفتها البشرية، وتكميل لها، ويغفر الله للجميع.