Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

الأنظمة الحاكمة والشعوب

هل تكون الأنظمة الحاكمة على هيئة الشعوب أم أن الشعوب تصبح على هيئة الأنظمة الحاكمة؟ يعني من يصنع من، الشعب أم النظام؟ هل “كما تكونوا يولٌى عليكم” أم “الناس على دين ملوكهم”؟؟

الجواب:

الغربيون هم الذين يصنعون ملوكهم، أمَّا نحن فنحن الذين نُصنَّع وفقا لأمزجة حكامنا.[1] فحديث المستورد القرشي هذا بلغ عمرو بن العاص، ولما بلغ عمرو ذلك سأل المستورد: فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو: أَبْصِرْ مَا تَقُولُ؟! قَالَ: أَقُولُ مَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ، قَالَ: لَئِنْ قُلْتَ ذَلِكَ، إِنَّ فِيهِمْ لَخِصَالًا أَرْبَعًا: إِنَّهُمْ لَأَحْلَمُ النَّاسِ عِنْدَ فِتْنَةٍ، وَأَسْرَعُهُمْ إِفَاقَةً بَعْدَ مُصِيبَةٍ، وَأَوْشَكُهُمْ كَرَّةً بَعْدَ فَرَّةٍ، وَخَيْرُهُمْ لِمِسْكِينٍ وَيَتِيمٍ وَضَعِيفٍ، وَخَامِسَةٌ حَسَنَةٌ جَمِيلَةٌ، وَأَمْنَعُهُمْ مِنْ ظُلْمِ الْمُلُوكِ. أرأيت يا أخي إن الغربيين منذ البداية كانوا أمنع الناس من ظلم الملوك، أما نحن فــيوحشنا الاستبداد حين يغيب ليله عنا فنستدعيه، ونسعى إليه، حتى إن حكيمنا وفيلسوفنا جمال الدين الأفغاني، هفى هفوة ضخمة توازي ضخامة اسمه يوم قال، إن الشرق لا يصلحه إلا مستبد عادل، ونسي قوله (تعالى): ﴿كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى﴾ (العلق:6-7) فالاستبداد لا يجتمع مع العدل أبدا، ولا مع المساواة ولا مع الحرية، بل هو خلق الذين يريدون عُلوا في الأرض ولا يتحقق علو الإنسان في الأرض مع العدل والحرية؛ ولذلك فإن المستبد يفسد الناس، لكي يبقى على رؤوسهم، ألم تسمع قول شاعرنا يقول:

إذا مات منا سيد قام سيد .. قؤول لما قال الكرام فعول !

فإذا مات منا مستبد، أو رحل سرعان ما نشتاق إليه، ونستدعي مستبد غيره، كأننا قوم لا نستغني عن الاستبداد ولا نستطيع العيش بدونه، فإذا لم نجد مستبدا من بني جلدتنا يستبد بنا نادينا المحتل، ليحتل أرضنا، ألم تر إلى ما حدث في عاصفة الصحراء، وفي احتلال العراق، وهنا يمكن أن نستدعي حديث ثوبان الذي أخرجه أحمد: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها قال قلنا يا رسول الله أمن قلة بنا يومئذ قال أنتم يومئذ كثير ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل ينتزع المهابة من قلوب عدوكم ويجعل في قلوبكم الوهن قال قلنا وما الوهن قال حب الحياة وكراهية الموت” فإذا عرفت ذلك استطعت أن تعرف نفسية العبيد وعقلية العوام، وطبيعة القطيع، عافانا الله وإياكم من الاستحمار والاستعباد والاستبداد، والاحتلالات، إنه سميع مجيب.

 

[1] وانظر في حديث مسلم (كتاب الفتن/ بَابُ: تَقُومُ السَّاعَةُ وَالرُّومُ أَكْثَرُ النَّاسِ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *