كيف نوفق بين قول العقاد: الحقيقة الكبرى أكبر من أن تتجلى للناس كاملة في عصر واحد، وقوله: ترقى الإنسان في العقائد . كما ترقى في العلوم والصناعات، مع مفهوم القرآن بأن الإنسان بدا موحدا ثم طرأ الشرك والوثنية تدخل المجتمع، وهل البداية كانت مع التوحيد أو مع الشرك، وماذا يقصد الحقيقة الكبرى هل هي معرفة الله ؟
الجواب:
حقيقة التوحيد وهي كبرى الحقائق تجلت في فطرة الإنسان وغرست فيها وهو ما يزال ذرة في عالم الذر، قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ * أَوْ تَقُولُواْ إِنَّمَا أَشْرَكَ آبَاؤُنَا مِن قَبْلُ وَكُنَّا ذُرِّيَّةً مِّن بَعْدِهِمْ أَفَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ﴾ (الأعراف:173)، والحديث النبوي الشريف: “ما من مولودٍ إلا يولَدُ على الفَطرَةِ، فأبواه يُهَوِّدانِه أو يُنَصِّرانِه أو يُمَجِّسانِه” (صحيح البخاري)، وقال جل شأنه: ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى اللّهُ وَمِنْهُم مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلالَةُ فَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَانظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ﴾ (النحل:36)، فإذن حقيقة كبرى وتجلت بكل أبعادها مرة واحدة في ذلك العالم، وحين استخلف الله آدم تلقى آدم كلمات من ربه فتاب عليه، فمن البديهي عندنا أن حقيقة التوحيد وهي كبرى الحقائق تجلت مرة واحدة دون تدرج، أمَّا تأويل كلام العقاد فأتركه لك لست معني كثيرا بأن أؤول كلامه أو أفسره، وعندي ما هو خير منه.