ما أكثر ما يحتاجه الإنسان المعاصر حقًا إنّ كان ينبض بهَمّ إعادة مجد الأمة .. سؤال فرعي : برأيك متى يتَحدث و متى يصمُت و نحن في زمن الكلام بالحق يحسب على أصحابه لا لهم .. سؤال آخر ، أليس من الجبن أن نبحث عن نقاط إلتقاء بين القرآن و الديانات الأخرى لنجمله في عيون معتنقيها ، والله كمل هذا الدين ؟!
الجواب:
متى تجمع القلب الذكي وصارما *** وأنفا حميا تجتنبك المظالم
لا تظلم الناس إذا لم يستمعوا إليك لمجرد قناعتك بأنك على الحق، بل راجع نفسك وطريقة مخاطبتك إياهم، وطريقة عرضك للحق الذي تحمل عليهم، فقد يكون العيب فيك لا فيهم.
الله أكمل هذا الدين وعلينا أن ندعوا إلى الله على بصيرة، وأن ندعوا بالتي هي أحسن، ونجادل ونحاور بالتي هي أحسن كذلك؛ لنوصل ما لدينا إلى الآخرين، ورسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم-كان يبذل الجهد الجهيد في هذا، حتى استحق من الله (جل شأنه) الرأفة والرحمة به، فكان يقول له: ﴿فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا﴾ (الكهف:6)، ويقول له: ﴿لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ﴾ (الشعراء:3)، إذن فبذل الجهد لدعوة الآخرين وتحسين طرائق العرض والدعوة ليس فيه أي معنى من المعاني التي تخشى أن تتنافى وعزة الدين، فالدين إنّما جاء للناس وعلى من يوفقهم الله لاكتشافه واعتناقه أن يشركوا إخوانهم في الآدمية في هذا النور الذي جاءهم، والخير الذي أصابهم، ولا يمنعونه عنهم تحت أي سبب أو اعتذار، وفقنا الله وإياك.