فضيلة الدكتور ، إذا كان الإسلام يسمو بالفرد عن الانتماءات العرقية والطائفية ، هل يمكن القبول اليوم بتأسيس الدول على تلك الأسس ؟! وهل تعتبر معارضتها تطرف ديني كما يقول البعض ؟!
الجواب:
هناك فروض على الأفراد تنقسم إلى فروض عين وفروض كفاية، وهناك فروض على الجماعات وعلى الدول والحكومات، سواء باعتبارها شخصيات اعتبارية أو باعتبارها ذات مسئوليات جماعية، وليس كل ما يطلب من الأفراد يطلب من الجماعات والدول، لكن هناك أمورا تعتبر مشتركة تجب على الاثنين معا، وهناك أمور متداخلة لا يمكن القيام بها إلا إذا اتفقت الجماعة أو أبناء الشعب أو الأمة أو الدولة على القيام بها، وآنذاك فمن كل حسب موقعه ودوره، وما خوله الله جل شأنه، ويفترض بأجهزة التربية والتعليم والإعلام والتوجيه ان تعمل على إيجاد الوعي بهذه الأمور وتعليم الأفراد والشخصيات المعنوية والاعتبارية على واجباتها، ومسئولياتها، وبيان ما هو واجب على الأعيان والأفراد والشخصيات الاعتبارية، وما هو واجب على المجموع بصفته، لتستقيم الحياة لكيلا تضيع المسئوليات والواجبات بين التفريط والإفراط والتواكل وتعويم المسئوليات عن تلك الأمور، والله أعلم.