هل تظنون أن التفسير الإشاري مفيد للتفسير أم أنه ورغم إخلاص المفسرين في التفسير إلا أنه كان مدخلا لكثير من التيارات الباطنية التي حملت النص ما لا يطيق وليّ عنق النص ما لا يحتمل؟ أم أنّ هنالك رأيا آخر؟
الجواب:
يا بني ليس هناك من تفسير يفسر القرآن المجيد مثل القرآن نفسه، فالقرآن يفسر بعضه بعضا، وآياته بينات مبينات، وكل تفسير سوى تفسير القرآن بالقرآن الذي أرسى دعائمه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في كل ما فسر وهو قليل جدا فإنه موضع أخذ ورد، سواء أكان إشاريا أو عباريا أو سوى ذلك، كل ما يمكن أن تقوله فيما يسمى بالإشاري أنه مجرد تأملات شخصية، قائمة على ذوق المفسر ووجدانه، وما هي بتفسير، فالتفسير تفسير رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو إما تطبيقاته العملية لآيات الكتاب، وإما إجاباته عن تساؤلات حول آيات معينة، وشرحه لها، ولم يكن في ذلك كله يجاوز القرآن المجيد بحال، فكيف يجاوزه وهو البيان والمبين الذي يوضح نفسه ويبينها بأحسن وأفضل تفسير: ﴿وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾ (الفرقان:33)، فجاهد نفسك وتعلم تفسير القرآن بالقرآن، ودوام التدبر فيه، والنظر في آياته يفتح الله عليك من كرم القرآن ما يستعد قلبك له.