قرأتُ اليسير من سيرة هذا العالم، فرسمت له صورة واضحة المعالم.
هو شيخنا الجليل/ طه جابر العلواني.
طيب الله ثراه
قضى 81 سنة زاخرة بعطاء ليس له حدود، ومن حق الأجيال الجديدة من أبناء الأمَّة أن يعرفوا فضل علمائهم؛ ولا سيما التعرف على مثل هذا العالم الفقيه المفكر المستنير، الذي كان يتوكأ على القرآن الكريم كمرجعية في كل استدلالاته بوصفه المصدر المنشئ للعلم والفكر، ومن السنَّة النبوية الشريفة بوصفها المصدر المبين للقرآن الكريم.
** في الليلة التي خرَجت من عند ابنته الدكتورة/ رقية العلواني بعد تقديم العزاء في والدها الفقيد -رحمه الله- لم تفارقني صورة شخصها الحزين، وقد عرفتها رقيقة الإحساس والمشاعر فما وجدت إلا :
-ومحرك الخواطر يعمل ويدور-وإليكم ما جاد به في سطور:
رأيتُ رقية بالوجه الحزين !!!!!!
تعلوها الدموع حتى الجبين !!!!
فجاء السؤال سريعًا في الحين!!
أتبكين يا أختاه؟ كيف تبكين؟
أمثل هذا الرجل يبكى عليه؟؟
وكل البشائر تشير إليه!!!!!!!!!!!
كتاب الله صاحبه وحب العلم مسلكه هو عالم وعلَّامة
بحسن الخصال وطيب المزايا في كل موقع له علامة
شيخ مفكر معلم فقيه بعلمه بفكره يعلو كل قامة
يبحث يؤلف يناقش يدرب فسعيه في حالة استدامه
طلابنا هيا بنا نفتح الابواب نقلب الكتاب نقرأ من كلامه
كم دون بفكره فإرثه عظيم وعلمه ثمين عليكم اغتنامه
مؤلفات قيمة والعرض فيها شيق نتوق لاستلامه:
*أدب الاختلاف في الإسلام منه يعلمنا حدود التزامه
*ونحو منهجية القرآن يقودنا لينعم المرء بالاستقامة
*والجمع بين القراءتين بقراءة الوحي والكون في نظامه
*ومقاصد الشريعة قد أوضحها جلية لتضمن السلامة
*واستعرض الوحدة البنائية للقرآن المجيد في تمامه
*وبين الخصوصية والعالمية بدا إسلامنا عالي الهامة
*والأزمة الفكرية المعاصرة يعرضها من وحي إلهامه
*ولسان القرآن أوصله بمستقبل الأمَّة وما من ملامة
*ثم بدا ابن تيمية بالمعرفة شيخ الإسلام وإمامه
*لا إكراه في الدين وهذا يقين فهناك حساب وقيامة
يا شيخنا انت الشموخ وإن رحلت فتستحق وسامه
وما لنا غير الدعاء في أطيب الأوقات نشد حزامه
يا ربنا يا ذا النعم في جنة الفردوس ارفع مقامه
ومع النبيين والشهداء والصديقين أكرمه بالإقامة