Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

سلسلة تأملات رمضانية (1) الحديث عن الإيمان والمؤمنين

الحلقة الأولى

الحديث عن الإيمان والمؤمنين

أ.د: طه جابر العلواني

كثرَ الحديث عن الإيمان ومَن هو المؤمن، وتساهل الناس باتهام بعضهم بعضًا بالكفر؛ ولذلك فإنَّنا بحاجة إلى أن نُذكِّر أنفسنا بالإيمان وأركانه وشروطه وضوابطه لندرك معناه على حقيقته، ولنعلم مًن هو المؤمن؟ وهل يجوز رميه بالكفر بعد أن شهد شهادة الحق؟

المؤمن كما يُعرِّف القرآن به مَن آمن بالله ربًّا وإلهَا، وصدَّق بأنَّ الله ربه وإلهه وخالقه ومصوره، وأيقن بأنَّه الله -تبارك وتعالى- وحده هو ربه وإلهه وخالقه، فأي إنسان فعل ذلك فهو مؤمن وصادق في إيمانه بيقين، وتبقى ثمرة هذا الإيمان، ألا وهي العمل، بمقتضى ما آمن به، هذه الثمرة لابد منها، ليتطابق عمل الإنسان وسلوكه مع إيمانه واعتقاده.

فكلُّ مَن صدَّق بالله وبما جاء من عند الله بقلبه ولسانه؛ فهو عند الله وعند الناس مؤمن، ومَن صدق بلسانه وكذَّب بقلبه كان عند الناس مؤمنًا وعند الله كافرًا، والناس ما داموا لا يعلمون ما في قلبه فلا يجوز لهم وصفه بالكفر، ولا النبش والتحري وراءه لمعرفة ما في قلبه، وعليهم أن يأخذوه بما ظهر لهم منه، من الإقرار بالشهادة، وليس لهم أن يتكلفوا البحث عما في قلبه.

وهناك مَن يكون عند الله مؤمنًا وعند الناس كافرًا، وذلك من تضطره ظروف الإكراه، كالمسلمين الذين وقعوا ضحية محاكم التفتيش في الأندلس “الموريسكيين” أو المسلمين في ظل النظام الشيوعي، فهؤلاء وإن صرَّحوا بالكفر وحافظوا على الإيمان بقلوبهم فقط قد يسميهم الناس كفارًا، والله يعلم منهم الإيمان الذي يخفونه، وذلك ما يعرف “بحال التقية“.

فليت الناس قَبِلَ بعضُهم من بعض الظواهرَ وتركوا البواطنَ لله –جل شأنه- ليتخلصوا من أهم عوامل الفرقة والبغضاء والاختلاف.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *