Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

مفهوم الذين أنعم الله عليهم

أ.د/ طه جابر العلواني

الحمد لله رب العالمين، نستغفره ونستعينه ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئآت أعمالنا، ونصلي ونسلم على رسول الله ومن اتبعه واهتدى بهديه إلى يوم لقاه.

ذكَّرنا الله (تعالى) بالكثير من الأنبياء والرسل الذين بعثهم في الآيات التي سبقت (الآية:58) من سورة مريم، قال (جل شأنه) ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ مِن ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِن ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا﴾.

أنعم الله (تبارك وتعالى) عليهم بنعمة الإيمان والهداية، وبنعمة العلم والحكمة وما أوحى به إليهم. فآمنوا بنعمه التي لا حصر لها وفضله الَّذِي لا منتهى له، فحمدوه وشكروه على فضله ونعمه، ودعوا أقوامهم إلى عبادته والإيمان به وبنعمه، وبلغوا مَا أوحى به إليهم. فالذين اتبعوهم وآمنوا بطريق الهداية إنَّهم على صراط المنعم عليهم. وخاتم حاملي سبل الهداية مُحَمَّد (صلى الله عليه وآله وسلم) قال (تعالى): ﴿وَمَن يُطِعِ اللّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَـئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَـئِكَ رَفِيقًا (النساء:69).

فالنعمة التي تتفرع عنها النعم هِيَ نعمة الإيمان بالله الواحد الأحد، فبموجبها يدرك الإنسان حكمة الله (تبارك وتعالى) فيما خلق من النعم. كما أنَّ الله (جل شأنه) جعل مَا خلق وأعطى من النعم دليلًا وآيات بينات للعاقلين وطريقًا قصد الإيمان به.

فمن صدق الرسول بما جاءه من الله (تبارك وتعالى) فهو على صراط الذين أنعم الله (تبارك وتعالى) عليهم بنعمة الإيمان، ومن أعرض عن ذلك فقد ضيَّع نعمة من الله (تبارك وتعالى) عليه.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *