كلمة التحرير
أ.د/ طه جابر العلواني
هذا العدد الذي نضعه بين أيدي القراء اليوم عدد رأى الأخوة في المجلَّة أن يجعلوه في غالبه في قضيَّة “إسلاميَّة المعرفة” أو “التكامل المعرفي” أو “التأصيل الإسلامي للمعرفة” أو “توجيه المعرفة وجهة إسلاميَّة …. أو …. أو”.
ومنذ أن تأسَّس المعهد وأعلن مبادئه وخطة عمله، والجدل لم ينقطع حول المصطلح أو المفهوم المراد به “أسلمة المعرفة أو إسلامها أو إسلاميّتها …إلخ”. لقد كان هناك اتفاق بين كل المعنيّين بالشأن المعرفيّ من منظوره الإسلاميّ من أبناء هذه الأمَّة على أن أنظمة التعليم- على مستوى الأمَّة قد فشلت فشلاً ذريعًا في إيجاد الإنسان المسلم الصالح الذي رسم القرآن المجيد- بوضوح شديد- معالم شخصيَّته في هذه الآيات من سورة النحل: ﴿فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللّهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ *ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً عَبْدًا مَّمْلُوكًا لاَّ يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَمَن رَّزَقْنَاهُ مِنَّا رِزْقًا حَسَنًا فَهُوَ يُنفِقُ مِنْهُ سِرًّا وَجَهْرًا هَلْ يَسْتَوُونَ الْحَمْدُ لِلّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لاَ يَقْدِرُ عَلَىَ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لاَ يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * وَلِلّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلاَّ كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ *وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * أَلَمْ يَرَوْاْ إِلَى الطَّيْرِ مُسَخَّرَاتٍ فِي جَوِّ السَّمَاء مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ اللّهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ (74- 79).
ولم يعد الإحساس بهذا الفشل منحصرًا في محيط الأمَّة المسلمة- وحدها- بل تجاوزها- الآن- إلى النظام العولميّ وقيادته حتى أصبح الشغل الشاغل لمراكز البحوث ومراكز The Think Tank الغربيَّة هو التعليم الإسلامي أو التعليم في بلاد المسلمين بصفة عامة باعتباره عقبة كؤودًا في وجه الديمقراطية والحداثة والتنمية والتعدديّة وقبول الآخر، فضلاً عن كونه- في نظرهم- يشجع على الكراهيَّة والإرهاب ويكرِّس التخلُّف والتعصُّب، بل ويهدّد السلام العالميّ. وكأن العالم يسوده السلام فعلاً!! ولا يهدده إلا المسلمون الذين يمثلون الضحايا في الغالب.
وكان الأمل كبيرًا عند انطلاقة المعهد التي مر عليها ربع قرن من الزمن أو يزيد أن يتمكن المعهد من تقديم رؤية في هذا الميدان إسلاميَّة سديدة قادرة على بناء الشخصيَّة المسلمة المعاصرة وفق ذلك النموذج القرآنيّ البيِّن وقد استطاع المعهد خلال ربع قرن من الزمان أن يتصل بمئات من الأساتذة والباحثين المسلمين في مختلف نواحي المعمورة.
بينهم عدد لا يستهان به من التربوييّن المتخصصين في سائر جوانب العلوم والمعارف السلوكيّة والاجتماعيّة بصفة عامّة، وعقدت عشرات الندوات والمؤتمرات وقدّمت أفكار قيَّمة في بعض المناحي. لكننّا لا نستطيع القول إلى هذا اليوم أننَّا قد بنينا “نظرَّة تربويَّة إسلاميَّة متكاملة” بالرغم من كثير من المحاولات الجادة في هذا السبيل. كما لا نستطيع الادِّعاء بأننَّا قد بنينا برامج تعليميَّة وتربويّة فعّالة تستطيع الاستجابة لتحديات البرامج التعليميَّة والتربويَّة العالميَّة، وتقدم البدائل الإسلامية سواء على مستوى المناهج أم على مستوى الكتب المدرسيّة في المعارف والعلوم المتداولة.
لقراءة البحث كاملا يرجى الضغط على الرابط التالي: