Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

د. عياض بن نامي السلمي

 جوانب خفية من سيرة أ.د طه جابر العلواني – الفقيه السياسي الداعية

عرفت الأستاذ الدكتور طه جابر العلواني عام 1398 هــ حين كان يدرِّس في كلية الشريعة واقتربت منه أكثر عندما أشرف على رسالتي للدكتوراه التي كانت في دراسة وتحقيق الجزء الأول من كتاب نفائس الأصول للقرافي وكان رحمه الله يتمتع بشخصية قوية ورأي سديد ونظرة ثاقبه للمستقبل ومآلات الأمور ، وكان يحظى بثقة سمو وزير الداخلية آنذاك الأمير نايف بن عبدالعزيز وسمو نائبه الأمير أحمد بن عبدالعزيز وكان يذكرهما بخير ، وينصح لهما حيث يصرح بأنه يعتقد أن المملكة العربية السعودية آخر معاقل الإسلام وحصونه، وأن تسرب الخلل لهذا الحصن المنيع سينقض عرى الإسلام ويهز بنيانه وكيانه فالدولة السعودية معلن صراحة أن كتاب الله وسنه رسوله هما أساس الحكم فيها وأن العقيدة الإسلامية الصحيحة هي عقيدة الدولة والشعب ، وعليهما قامت وبهما تستمر. ولمكانته عند هذين الأميرين الكريمين كان يحمل جواز السفر السعودي، وكان ينصح لهما ويدخل عليهما في مناسبات كثيرة، وقد عمل مستشاراً متفرغاً في وزارة الداخلية قبل أن ينتقل إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. وفي الجامعة درّس وأشرف على كثير من الرسائل العلمية. وهذا جانب معروف من حياته. ولكن الجانب الذي قل من يعرفه هو أنه كان معارضاً قوياً، لحزب البعث، ولذلك حكم عليه بالإعدام وأوذي في عشيرته وأهله حتى لجأ إلى المملكة. ومن مواقفه التي لا يعرفها الكثير من الناس والتي حكاها لي بعد 35 عاماً من وقوعها أنه تنبأ بخروج الفئة الباغية التي خرجت في الحرم المكي عام 1400 هـ المعروفة بفتنة جهيمان وكتب بذلك لوزارة الخارجية كتاباً سرياً يقترح بعض الإصلاحات التي يتوقع أنها تدرأ وقوع مثل تلك الفتنة كما عرض على الوزارة أن يذهب لهم بعد خروجهم ليحاجهم ويجادلهم تأسياً بما فعل ابن عباس -رضي الله عنه- مع الخوارج، ولكن الوزارة رفضت ذلك حفاظاً على حياته. ومن سيرته التي لم تنشر وآمل أن يتولى أبناؤه نشرها مواقفه من حزب البعث منذ تخرجه، وتعيينه إماماً في إحدى الكتائب وعمله مع الرئيس البكر واختلافه معه، ولقاؤه الملك فيصل رحمه الله، والعرض الذي عرضه عليه الملك، واستفتاؤه في قتل مجموعة من معارضي البكر إلى غير ذلك من الأحداث وأخيراً آمل أن يكون قد كتب شيئا من سيرته في تلك الحقبة الزمنية من تاريخ الأمة العربية، فإنه من أقدر الناس على وصفها وتشخيص دائها، والدروس المستفادة منها. فإن لم يكن قد كتب شيئاً فآمل من أولاده وبخاصة الدكتورة رقية أن يكتبوا هذه السيرة العطرة، ولا أظن أن مكتبته تخلو من شيء من تفاصيلها وإن كان قد قال لي إنه يحرص على أن لا يحتفظ بشيء من مراسلاته لكبار المسؤولين حفاظاً على سريتها. كما آمل أن تحظى كتبه وبحوثه بدراسة منصفة من المتخصصين من غير أبنائه وبناته، لأن مثل تلك الدراسة ستكون دراسة نقدية متجردة لا ينبغي أن يقوم بها أخص الأقارب. رحم الله الشيخ الدكتور طه جابر وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وطلابه ومحبيه الصبر والسلوان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *