Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

حوار مع مجلة جمهورية اليمن

8/2/2014

أ/عادل مداحش

السؤال الأول/ من يقرأ للدكتور طه جابر العلواني يكتشف نسقًا وإطارًا عامًا يجمع مؤلفاته، نريد معرفة المزيد عن نشأتكم الفكريَّة والمشروع الثقافي الذي تسعون إلى تحقيقه؟

نشأتي الفكريَّة بدأت في مدينتي الصغيرة على الشاطئ الشرقي للفرات، مما جعل المدينة نقطة لابد من المرور بها للقادمين من بلاد الشام والذاهبين إليها، شهدت في طفولتي الجيوش العربيَّة من قوات عراقيَّة ومتطوعين عرب وهي تعبر لتحرير فلسطين، وشهدت آلاف اللاجئين الفلسطينيين وهم يأتون محمَّلين بكل قصص الخوف والرعب؛ ليلجأوا إلى مدينتنا أولًا ليوم أو اثنين، ريثما تقوم الحكومة بتوزيعهم على معسكرات اللاجئين.

        نشأت في المسجد على يدي شيخ حفظنا مجموعة كبيرة من المتون، وشرحها لنا، وتفاعلنا معها، وتأثرنا بها، وإذا قرأت تاريخ تلك الفترة، فترة قيام دولة إسرائيل، وآثار ذلك المخاض في البلدان والأجيال التي كانت تنشأ تحت وطأة ذلك الحدث؛ تستطيع أن تستخلص الكثير عن نشأتي، والمؤثرات الفكريَّة التي أثرت بي، لقد كنت أظن لسنين عديدة أنَّ قيام دولة إسرائيل سوف يكون محفزًا لأمتنا، ودافعًا قويًّا لها للوعي بالذات وإعادة بنائها، وبناء الأمَّة وإرسائه على أقوى الدعائم، فالصراع بين الأمتين الكتابيتين صراع وسم سائر المفاصل التاريخيَّة في تاريخنا وتاريخهم منذ هجرة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة، وما تلى ذلك من غزو خيبر وبني قينقاع والنضير وقريظة، والمحاولات المستمرة من يهود لاغتيال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتعاونهم مع المشركين.

 تستطيع أن تقول هذه النشأة وما حدث لها من أنَّ حدثًا بحجم سقوط فلسطين في أيدي اليهود لم يحرك ساكنًا في هذه الأمَّة، ولم يضعها على طريق البعث والنشور، لابد أن يضرب في أعماق النفس وجذور العقل، وتلافيف العقل الباطن، ليحملها على التفكير. إذًا ما الذي يمكن أن يؤثر في هذه الأمَّة ويعيد بناءها؟

وحين يلجأ القلب والعقل إلى البحث في التلافيف والتضاريس المختلفة لابد أن يصل إلى أنَّ أقوى مفعل آخر يمكن أن يبعث في هذه الأمَّة الحياة ويعيدها إلى الرشد هو الأمر الأول، كتاب الله؛ ولذلك فإنَّ مشروعي الفكري والفقهي والمعرفي هو مشروع قرآني في مبناه وحقيقته وأهدافه وغاياته ومقاصده ومنهجه وإجراءاته.

 ولعل في هذا ما يكفي لتوضيح ما سألت عنه، وما يمكن أن يعينك في تحديد معالم فكري ومشروعي، وفقك الله.  

 

السؤال الثاني/ هل تتفقون مع الذين يقولون بأنَّنا نعاني من أزمة منهج وليس أزمة مشاريع فكريَّة وفلسفيَّة ؟

أنا لا أفصل كثيرًا بين المنهج وبين مواضع تجلياته، فالمنهج مهما يكن يبقى منهجًا فلابد له من مجالات ينعكس عليها ويتمظهر فيها، بحيث تعرف به ويعرف بها وإذا كنا مدرسيًّا يمكن أن ندرس المنهج لوحده وتجليَّاته وحدها فواقعيًّا وعلى سبيل الحقيقة لابد لنا من دراسة الاثنين، بقطع النظر عن البداية والنهاية والسيرورة، والله أعلم.

السؤال الثالث/ ذكرت في كتابك “إشكاليَّة الردَّة والمرتدين” أنَّ القرآن الكريم أكَّد على قيمةِ الحريةِ، ولم يذكر عقوبة دنيوية، وأنَّ الرسول (عليه الصلاة والسلام) لم يطبقْ حدَّ الردة، ولكن هناك من يقول: إنَّ النفيَ للإكراهِ وردَ في صيغةِ عمومٍ، هي النكرةُ المنفيَّةُ مركَّبةٌ مع “لا”، وهذه من صيغ العمومِ المتَّفقِ عليها بينَ الجمهور، ولهذا اعتبر المفسرون أنَّ الإكراه على البقاء ليس كالإكراه على الابتداء، وقد عبر عن ذلك ابن عاشور في التحرير والتنوير. ما تعليقك؟

مع كل حبي وتقديري لمن أعتبره من شيوخي بالقوة لا بالفعل، وهو الشيخ ابن عاشور، فإنَّ عموم هذه الآية تقويه عمومات وردت في مائة وتسع وتسعون آية أخرى، بحيث تجعل منه عمومًا لا يفرَّق فيه بين الابتداء والانتهاء، ولا يخفى على أخي أنَّ قاعدة: “يسمح بالاستمرار ما لا يسمح بالابتداء”، قاعدة فقهيَّة، هي التي تُحكم بالقرآن ولا تتحكم فيه؛ ولذلك فإنَّ تفريق الفقهاء بين من نشأ على الكفر واستمر عليه، وبين من دخل الإسلام ثم ارتد عنه تفريق لا يجد في القرآن سندًا من الاعتبار، وكأنَّ في ذلك تشجيع للآبائيَّة وتكريسًا لها، فما دمت متبعًا لآبائك مكرسًا لمرجعيَّتهم فأنت في أمان، لكنَّك لو خرجت عن هذه الآبائيَّة واستعملت رأيك وهداك إلى الإسلام لكنَّه لم يسكن القلق الذي في باطنك إمَّا لأنَّك لم تفهم الإسلام جيدًا أو أنَّ من وجهوا لك الدعوة لاعتناق الإسلام لم يحسنوا فهمه وشرحه لك وبذلك فينبغي أن تعاقب بالموت، فهذا منطق غريب لا يستقيم، على العكس، إنَّ من دخل ثم خرج يعتبر ذلك مؤشر على تردده وقلقه وحيويَّته في الوقت نفسه مما يستدعي مزيدًا من العناية به، ومحاورته، ومناقشته، وتجلية ما غمض عنه إليه، فإذا أسلم رسخ إسلامه ويكون قد أسلم على علم وهدى، وبذلك نضمن ثبات الإيمان.

 إنَّ الله (سبحانه وتعالى) مهما قال القائلون في قوله (تعالى): ﴿لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ ..﴾ (البقرة:256)، قد قال في مواضع أخرى يخاطب الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) بشيء من الشدة: ﴿.. أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ﴾ (يونس:99)، وقال في موضع آخر: ﴿.. أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ﴾ (هود:28)، وقال في مواضع كثيرة: ﴿لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ﴾ (الغاشية:22)، ﴿.. وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِجَبَّارٍ ..﴾ (ق:45)، ﴿.. إِنْ عَلَيْكَ إِلَّا الْبَلَاغُ ..﴾ (الشورى:48)، وهكذا ترى أدلة القرآن مشرقة نيِّرة لا ينال منها حذر الحكام والذرائع التي يقدمونها لقمع معارضيهم، ونعتهم بالمرتدين، ليسقطوا عنهم شرعيَّتهم أمام الجماهير، وفقك الله.

السؤال الرابع/ حديثُ ابن مسعود وفيه: «التاركُ لدينه المفارق للجماعة» هل الأمر هنا يتعلق بسبب تبديل الدين أم أن الجُرمَ سياسيٌّ يتعلقُ بنظام الدولة. نرجوا التوضيح؟

بارك الله فيك، عرفت فالزم، فجريمة الردَّة جريمة مركبة لا تقوم على عنصر واحد، ففيها خروج على دين الأمَّة ونبذ له، وفيها خيانة للأمَّة، والعمل على هدم كيانها، والخروج على نظامها، وفيه عداء لنظام الأمَّة كله، ومعارضة هدميَّة تخريبيَّة له كله، وإذا وجدت هذه الأركان كلها فإنَّ ذلك يكون ما نسميه في عصرنا هذا بالخيانة العظمى، والأمم كلها تعتبر جريمة الخيانة العظمى إذا ما توافرت شروطها مهدرة للدم، مبيحة لقتل النفس التي جمعت بين تلك الجرائم كلها، وحين تفهم الردة بهذا الشكل وهذا الإطار فإنَّنا نكون آنذاك أمام جريمة خيانة عظمى، للإمام وللأمَّة أن يروا فيها أنجع العقوبات وأهمها في التخلص من تلك الظاهرة والله أعلم.

السؤال الخامس/ عرفت مجتمعاتنا العربيَّة والإسلاميَّة تحولات مهمة ثقافيًّا واجتماعيًّا وسياسيًّا في حين عجز الفكر الإسلامي على مواكبة هذه التحولات، فما هي الآليَّات والوسائل التي يمكن بها تحديث هذا الفكر وجعله أكثر راهنية؟

هناك عدة أمور بعضها فكري، وبعضها إجرائي، وبعضها يعتمد على ضرورة القيام بتجديد ثقافي وحضاري يحجم كثيرًا من المقولات الفكريَّة والثقافيَّة التي أدت إلى آراء ومواقف غير سليمة، لابد من مراجعتها كلها، وإثارة الأسئلة حولها، ومناقشتها بكل حريَّة، دون أيَّة ضغوط، حتى نصل إلى الأفكار الحيَّة التي يمكن أن ترسى على قوائمها نهضة وبناء، على سبيل المثال لا الحصر:

أولًا: لابد من حسم السؤال المذبذب حول هل أقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دولة مدنيَّة حديثة في المدينة المنورة، مثل الدولة القوميَّة القائمة في الوقت الحاضر في مختلف أنحاء العالم ومنها بلاد المسلمين؟ أم أنَّه بنى أمَّة وصاغ مجتمعًا توافقيًّا اتفقت فيه تلك الأمَّة مع الأمم المشاركة لها في أرض المدينة ومن حولها؟ إذ إنَّ الإجابة على هذا السؤال بدقة سوف تغيِّر كثيرًا من المسلمات.

ثانيًا: نقاش المسلمين في ثقيفة بني ساعدة (المهاجرين والأنصار) حينما ندرسه بعمق ونقوم بتحليله، هل نستطيع أن نصنفه بأنَّه كان جدالًا فكريًّا سياسيًّا إسلاميًّا؟ أم أنَّه جدال ينبثق عن المصلحة، والمصلحة حددها ذلك الجدال باجتماع كلمة العرب، فماذا يكون الموقف عند افتراض جميع الفرضيَّات المطلوب افتراضها في إطار هذا السؤال لنجيب عنها بجواب شاف كاف؟

ثالثًا: ما خصائص مجتمع المدينة والحجاز بصفة عامَّة قبل عصر النبي وفي عصره قبل البعثة ثم في عصره بعد البعثة حتى توفي (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ وهل تغيَّرت تلك الخصائص في عهود الراشدين أو أنَّها لم تتغير؟ إن  قلنا: إنَّها تغيَّرت فما هي عناصر ذلك التغيُّر بدقة وباستقراء؟ وإن قلنا إنَّها لم تتغيَّر فما أدلتنا على ذلك؟

رابعًا: نسب إلى سيدنا عمر أنَّه قال عن خلافة أبي بكر (رضي الله عنهم أجمعين): “كانت فلتة وقى الله شرها”، ما مراد أمير المؤمنين بهذا؟ ولما وصفت بهذا الوصف؟ وهل يصح هذا القول أو لا يصح؟ إن صححناه رواية فهل يصح دراية؟ وإن أبطلناه رواية فهل يقبل؟ ولما لم تكن خلافة عمر نفسه أيضًا فلتة؟ في حين أنَّ عمر (رضي الله عنه) كان اختيارًا مباشرًا لأبي بكر الصديق (رضي الله عنه) فإذا كانت خلافة أبي بكر قد انبثقت عن حوارات بين المهاجرين والأنصار فإنَّ خلافة عمر (رضي الله عنه) كانت بالتوصية والتزكية التي جاء بها أبو بكر الصديق (رضي الله عنه).

خامسًا: وردت آثار كثيرة تنبِّه إلى أنَّ عمر (رضي الله عنه) كان يدرك أنَّ علي (رضي الله عنه) هو الامتداد الحقيقي له ولسياساته، وقد صرح فيما روي عنه بأنَّه إن وليهم الأشلح، يقصد بذلك علي  فسيحملهم على المحجة البيضاء، فلما لم يوص له مثل ما فعل أبو بكر تجاهه، ولما تركها في الستة آل الشورى؟ أهو الورع والتقوى والرغبة بعدم تحمل المسئوليَّة حيًا وميتًا؟ أم هو شيء آخر؟ وما هو؟

تدرج الناس في المصادر الإسلاميَّة ففي بادئ الأمر قالوا: القرآن حمَّال أوجه، والقرآن معجزة أدبيَّة، يصعب أن نربط الأحكام به، وفي السنَّة أدلة مباشرة على الوقائع، والسنَّة متضمنة في القرآن، أو والقرآن متضمن في السنَّة، فإذا أخذنا بها فنحن في أمان، فانتقلوا إلى السنَّة، وبعد ذلك حين أعوزتهم الأدلة أصَّلوا للإجماع والقياس، ثم بعد ذلك قالوا: إنَّ الأئمة الكبار خاصَّة الأربعة السنَّة تضمنت اجتهاداتهم الأصوليَّة والفقهيَّة القرآن والسنَّة، فما من إمام منهم إلا وقد قرأ القرآن وعرف تفسيره وتأويله وآيات الأحكام فيه من غيرها، وعرف من الأحاديث ما تستنبط الأحكام منه؛ ولذلك فإنَّ الأخذ بالأحكام الفقهيَّة لهؤلاء الأئمة هو أخذ بالكتاب والسنَّة، وكالوا لهم من المناقب ما شاؤوا، فكتب في سيرة كل منهم  عشرات الكتب في مناقبه وحفظه وقدراته على فهم الكتاب والسنَّة، وفي الوقت نفسه بيان مزايا فقهه، وكيف كان يفتي في المسائل، وما منهجه في ذلك، وما الأصول والقواعد التي يستند إليها؟ ثم تدحرج الناس إلى درك أسفل فقالوا بوجوب التقليد المذهبي، ومنع الاجتهاد، حتى إنَّهم قالوا: بأنَّ الاجتهاد حرام، وتجد في كتاب البدر الطالع في أعيان القرن التاسع أسماء كثيرة لعلماء حبسوا بتهمة الاجتهاد، فتستطيع أن ترى قرآنًا تنزل على قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليكسر جميع الأطواق التي تطوق العقل والقلب وتصادر حريَّة كل منهما، وأمَّة بلغت إلى حد اعتبار الاجتهاد المجرد جريمة يعاقب عليها، هنا تستطيع أن تدرك الهوة السحيقة التي تدحرجنا إليها، والتي لا يمكن أن تسمح لأمَّة بالنهوض أبدًا، إلا أن تعود إلى الأمر الأول، فمشروعنا هو العودة إلى الأمر الأول إلى كتاب الله، دون تجاهل لدور السنَّة المطهرة في تعليمنا هذا الكتاب والحكمة التي فيه، وتعليمنا ما لا نعلم، فهما متضافران متلازمان في بناء نسقنا المعرفي بشكله الصحيح السليم، وفقنا الله وإياك.

السؤال السادس/ يقول د. صادق جلال العظم في كتابه «نقد الفكر الدينيّ»: إنَّ نصوص القرآن ومعانيه غير قابلة لأيّ تأويل عصريّ يسحب معانيها إلى خارج عصر التنزيل والمفاهيم السائدة فيه .. ما تعليقك؟

الشيوعيُّون العرب يؤمنون -إذا آمنوا- بتاريخانيَّة الإسلام، أي أنَّ الإسلام جاء إذا كان صحيحًا قد جاء لأهل عصر النبوة، ولزمن النبي وحده، فهو خطاب لهم لا لغيرهم، وهي مسألة بحثها علماء أصول الفقه المتقدمون تحت عنوان هل يجوز تكليف المعدوم، أي من لم يكن متصفًا بالوجود والحياة في فترة نزول النص، واتفقت كلمة الأمم كلها بما في ذلك اليهود والنصارى على أنَّ خطاب الذي أنزل على موسى وعيسى ثم محمد (صلى الله وسلم عليهم أجمعين) هو خطاب شامل للأجيال التالية كما هو شامل للأجيال المخاطبة به مباشرة، وأنَّها مخاطبة به ومكلفة تمامًا بما جاء فيه، والشيوعيُّون العرب في ذلك مخادعون، يريدون أن يغلقوا الباب أمام جميع الأجيال التي جاءت بعد عصر النبوة، للاستفادة من القرآن الكريم، والتأثر به، والعناية بما جاء فيه، لأنَّ القرآن الكريم فيه هدم  للماركسية وغيرها من الأفكار التي بنيت على تجاهل الغيب وتجاهل الوحي.

وأنَّ المنهج العلمي الذي تزعم الماركسية أنَّها تستند إليه منهج هو اليوم في أزمة طاحنة لا تنكرها الماركسية ولا غيرها، ولا يستطيع أن يخلص المنهج منها سوى القرآن الكريم، والعالمين بتأويله وتفسيره، وحسن تلاوته حق التلاوة، وحسن ترتيله، وصادق جلال العظم واحد من هؤلاء الماركسيين الذين أقاموا مجدهم الفكري على هذا الذي سموه بنقد الفكر الديني، وما هو بنقد وإنَّما هو تقليد للماركسية والفكر المركسي، نسأل الله لنا ولهم الهداية.

السؤال السابع/ من ضمن إطروحاتكم “مركزيَّة القرآن” نرجو التوضيح أكثر حول هذا الموضوع؟

أعني بمركزيَّة القرآن أن يكون القرآن في صلب المركز المرجعي، فلا يرجع إلى شيء قبل، أو الرجوع إليه، وإذا قال في أمر ما كلمة فلا نحتاج معها إلى الرجوع إلى شيء آخر، فهو أصل لكل معرفة دينيَّة، ولا يقال للأصل لما وكيف، وإذا كان هناك ما يقتضي التساؤل حول الإجراءات المطلوبة وما إليها فإنَّه يكون كلام في الإجراءات وليس في حقيقة المركزيَّة، فالحاكميَّة لهذا الكتاب: ﴿.. إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ .. (الأنعام:57) إنشاءً وكشفًا، ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوْتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ (آل عمران:23)، لكنَّه في مجال الإجراءات أي إجراء الأحكام وتنفيذها قال (جل شأنه): ﴿فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا (النساء:65).

السؤال الثامن/ أكدتم على هيمنة القرآن على السنَّة .. فهل نحن أمام رؤية تكامليَّة مع مركزيَّة القرآن الواردة في السؤال السابق؛ أم أنَّ هناك أمر أخر؟

القرآن الكريم تقوم منهجيَّته الأساسيَّة على دعائم أربعة: التصديق والهيمنة والاستعاب والتجاوز، أمَّا التصديق فلا نعني به أن يختم القرآن على الشيء ليؤكد لنا صدقه، بل إنَّه يصدق على الشيء أي يعيده إلى حالة الصدق التي كان عليها، ثم يهيمن عليه ويضعه تحت جناحيه، وقد أعطي القرآن هذه المسئوليَّة أو الصلاحيَّة من الله (جل شأنه)؛ ليقوم بالتصديق على تراث الأنبياء من قبل، فيعيده إلى حالة الصدق الذي نزل به، فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد جاء بالصدق وصدق به، فإذا فرغ من إعادته إلى حالة الصدق هيمن عليه، فصار كأنَّه قرآن لا يأتيه بعد ذلك الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ويعصم بعصمة القرآن، فيحفظه القرآن المجيد في نزوله وفي جمعه وفي بيانه، والسنَّة تراث سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فهو المعبر عنها، فالأقوال فيها أقواله، والأفعال فيها أفعاله، والتقريرات تقريراته، وقد يستدرك القرآن الكريم عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهناك أربعة وعشرون موضعًا يعرفها طلبة العلم تعتبر استدراكات قرآنيَّة على السنن النبويَّة، منها: قوله تعالى: ﴿عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (التوبة:43)، وقوله تعالى: ﴿مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (الأنفال:67)، وقوله: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (التحريم:1).

 فالسنَّة يصدق القرآن عليها، وجميع علماء الأمَّة دون اختلاف نعرفه قد قالوا بأنَّ الحديث الذي يعارض القرآن الكريم دون تأويل لا يؤخذ به ولا يعمل به، وقضيَّة استقلال السنَّة بالتشريع قضيَّة تم بحثها بين أهل العلم قديمًا وحديثًا، وقد أثيرت في وجوه الكثيرين من العلماء في القرنين الماضيين وما تزال مثارة في هذا القرن، ولحسم الخلاف في هذا الأمر توجه بعض الباحثين بسؤال إلى لجنة الفتوى في الأزهر -حين كان فيها علماء مشهود لهم بسعة الفقه والاطلاع الواسع على الأصول والقدرة النقديَّة والموازنة بين الأقوال- ونصها كالآتي:

السيد الأستاذ رئيس لجنة الفتوى بالأزهر الشريف:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

 فهل من أنكر استقلال السنة بإثبات الإيجاب والتحريم يعد كافرًا أم لا؟

 نرجو الإفادة بالرأى مع الاستدلال وشكرًا:

الفتوى:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم وبعد..

تنقسم الأحكام عند الجمهور إلى خمسة أقسام:

1- الواجب: وهو ما يثبت طلبه من المكلف بنص صريح قطعى الثبوت وقطعى الدلالة، (بمعنى أنَّ له معنى واحدًا فلا يختلف فى معناه المجتهدون) من كتاب الله أو سنَّة رسوله المتواترة.

2- المحرام: هو ما طلب الشارع من المكلف تركه بدليل قطعى الثبوت وقطعى الدلالة من كتاب الله أو سنَّة رسوله المتواترة.

3- المندوب: ما طلب الشارع فعله طلبًا غير حتم ولا جازم يثاب على فعله ولا يعاقب على تركه.

4- المكروه: ما طلب الشارع تركه طلبًا غير حتم ويثاب على تركه ولا يعاقب على فعله.

5- المباح: ما خيُّر المكلف بين فعله وتركه، وما لم يرد دليل بالتحريم.

وتنقسم السنَّة إلى: متواترة وآحادية:

فالمتواترة ما رواها جمع عن جمع يستحيل أو يبعد أن يتفقوا على الكذب، قال الحازمى فى شروط الأئمة الخمسة ص 37: “وإثبات التواتر فى الحديث عسر جدًا”، وقال الشاطبى فى الجزء الأول من الاعتصام ص 135: “أعوز أن يوجد حديث عن رسول الله متواتر”، وعلى الرغم من ندرة الحديث المتواتر واختلاف علماء السنَّة على ثبوته وعدده، يرى الجمهور أنَّ من أنكر استقلال السنَّة المتواترة بإثبات واجب أو محرم فقد كفر.

والسنَّة الأحادية هى ما رواه عدد دون المتواتر عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقد اختلف العلماء فى استقلال السنَّة الأحادية بإثبات واجب أو محرم..

فذهب الشافعيَّة ومن تبعهم إلى أنَّ من أنكر ذلك فى الأحكام العمليَّة كالصلاة والصوم والحج والزكاة فهو كافر، ومن أنكر ذلك فى الأحكام العلميَّة كالإلهيَّات والرسالات وأخبار الآخرة والغيبيَّات فهو غير كافر؛ لأنَّ الأحكام العلميَّة لا تثبت إلا بدليل قطعي من كتاب الله أو سنَّة رسوله المتواترة.

وذهب الحنفية ومن تبعهم إلى أنَّ السنَّة الآحادية لا تستقل بإثبات واجب أو محرم سواء أكان الواجب علميًا أو عمليًا وعليه فلا يكفر منكرها، وإلى هذا ذهب علماء أصول الفقه الحنفية فقال البرذوى: “دعوى علم اليقين بحديث الآحاد باطلة لأنَّ خبر الآحاد محتمل لا محالة ولا يقين مع الاحتمال ومن أنكر ذلك فقد سفه نفسه وأضل عقله”، وبهذا أخذ الشيخ محمد عبده والشيخ محمود شلتوت والشيخ محمود أبو دقيقة وغيرهم، ويقول المرحوم الإمام محمد عبده: “القرآن الكريم هو الدليل الوحيد الذى يعتمد عليه الإسلام فى دعوته، أمَّا ما عداه مما ورد فى الأحاديث سواء أصح سندها أو اشتهر أم ضعف فليس مما يوجب القطع”، كما ذكر الشيخ شلتوت فى كتابه “الإسلام شريعة وعقيدة” قوله: “إنَّ الظن يلحق السنَّة من جهة الورود (السند) ومن جهة الدلالة (المعنى) كالشبهة فى اتصاله والاحتمال فى دلالته”.

ويرى الإمام الشاطبى فى كتابه “الموافقات” أنَّ السنَّة لا تستقل بإثبات الواجب والمحرم؛ لأنَّ وظيفتها فقط تخصيص علم القرآن وتقييد مطلقه وتفسير مجمله ويجب أن يكون ذلك بالأحاديث المتواترة لا الآحادية.

يؤيد آراء من سبق ذكرهم ما جاء فى صحيح البخارى باب الوصية (وصية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قبل وفاته: عن طلحة بن مصرف قال: “سألت عبد الله بن أبى أوفى: هل أوصى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: لا. قلت: كيف وقد كتب على الناس الوصيَّة أو أمروا بها ولم يوصي؟. قال: أوصى بكتاب الله. قال ابن حجر فى شرح الحديث: “أى التمسك به والعمل بمقتضاه أشار إلى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله. واقتصر على الوصيَّة بكتاب الله؛ لكونه فيه تبيان كل شىء إمَّا بطريق النص أو بطريق الاستنباط، فإذا اتبع الناس ما فى الكتاب عملوا بكل ما أمرهم به”. أ.ه

وحديث سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم: “الحلال ما أحله الله فى كتابه والحرام ما حرمه الله فى كتابه وما سكت عنه فهو عفو لكم”.

وأجاب الشاطبى عما أورده الجمهور عليه من قوله تعالى: ﴿..أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ .. (النساء:59)، بأنَّ المراد من وجوب طاعة الرسول إنَّما هو تخصيصه للعام وتقييده للمطلق وتفسيره للمجمل وذلك بالحديث المتواتر، وأنَّ كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم يجب أن يكون من القرآن لقول عائشة (رضى الله عنها) عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): “كان خلقه القرآن”، وأنَّ معنى قوله تعالى: ﴿.. وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ .. (النحل:89) أنَّ السنَّة داخلة فيه فى الجملة، وأكد الشاطبى ذلك بقوله تعالى: ﴿.. مَّا فَرَّطْنَا فِي الكِتَابِ مِن شَيْءٍ .. (الأنعام:38)  وقد رد على ما استدل به الجمهور مما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: “يوشك أحدكم أن يقول: هذا كتاب الله ما كان من حلال فيه أحللناه، وما كان من حرام حرمناه، إلا من بلغه منى حديث فكذب به فقد كذب الله ورسوله” بأنَّ من بين رواة هذا الحديث زيد ابن الحباب وهو كثير الخطأ؛ ولذلك لم يرو عنه الشيخان حديثًا واحدًا.

 وجاء بمسلم الثبوت والتحرير: “خبر الواحد لا يفيد اليقين، ولا فرق فى ذلك بين أحاديث الصحيحين وغيرهما”.

ومما سبق يتضح أنَّ الإيجاب والتحريم لا يثبتان إلا بالدليل اليقيني قطعي الثبوت والدلالة، وهذا بالنسبة للسنَّة لا يتحقق إلا بالأحاديث المتواترة، وحيث إنَّها تكاد تكون غير معلومة لعدم اتفاق العلماء عليها فإنَّ السنَّة لا تستقل بإثبات الإيجاب والتحريم إلا أن تكون فعلية أو تضاف إلى القرآن الكريم.

وعلى هذا فمن أنكر استقلال السنَّة بإثبات الإيجاب والتحريم فهو منكر لشىء اختلف فيه الأئمة ولا يعد مما علم من الدين بالضرورة، وعلى هذا فلا يعد كافرًا”[1].

        السؤال التاسع/ المناهج المقررة في كليَّات الدراسات الإسلاميَّة في العالم العربي والإسلامي .. هل ترونه كافيًا قادرًا على بناء الشخصيَّة القادرة على الفهم المعرفي المقاصدي، ومن ثمَّ التعامل مع مستجدات العصر؟

هذه المناهج مناهج قاصرة تمامًا، جعلت من طالب العلم المعاصر مثل ذلك الغراب الذي حاول تقليد مشية حمامة:

ذكر أنَّه كان هناك غراب .. شاهد حمامة تمشي

فأعجبته مشيتها لما فيها من مَلكيَّة طبيعيَّة .. ففكر بنفسه

وقارن بينه وبينها .. ووجدها تتميَّز عنه بالكثير .. فحاول

أن يقلِّد مشيتها .. تدرب وتدرب .. وحاول كثيرًا

أن يتقنها ولم يستطع .. فشل فشلًا ذريعًا… ثم أنه

عندما يئس … أراد العودة لمشيته القديمة .. فأكتشف

أنه نسيها أيضًا .. فضيع المشيتين.

 فالشيوخ الذين تخرجهم كليَّات الدراسات الإسلاميَّة اليوم أقل ما يقال فيهم: إنَّهم ضيعوا المشيتين إلا قليلًا، فماهم بطلبة علم راسخين في التراث مثل المتقدمين وتلك مشيتهم الأولى، وما هم بطلبة علوم اجتماعيَّة أو إنسانيَّة مثل المتعلمين المعاصرين، ولكنَّهم قد خلط لهم القائمون على تلك المؤسسات خلطات عجيبة، فيها من العصر والمعاصرة قشورها، وفيها من التراث قشور أخرى خلطت وضمت إلى بعضها؛ لتشكل لنا من يسمى بحامل الخطاب الديني المعاصر، فإذا استمعت إلى خطابه تجد خلطًا عجيبًا بين الديني والسياسي والاجتماعي والغربي والشرقي. فهو مثل الأكلة المصريَّة المعروفة التورلي. وبالتالي فلابد من إصلاح التعليم الديني وإخراجه من حالات الجمود والجحود وإعادته إلى دائرة القرآن المجيد. ولعلك تجد في كتابنا “التعليم الديني بين الجمود والجحود” مؤشرات ومقترحات دقيقة لمقررات يمكن أن توجد العالم الذي يتشتد حاجة أمتنا إليه. والله أعلم.

السؤال العاشر/ اسمح لي أن انتقل بكم إلى سياق الربيع العربي، ما قراءتكم له؟

.(تستطيع أن تقرأ كتابنا  الذي صدر في هذه المسألة علك تجد فيه ما يفيد (الربيع العربي

السؤال الحادي عشر/ كانت اليمن من الدول التي مرّ عليها الربيع العربي. ولكن ما يميزنا هنا في اليمن أنَّنا نهجنا النهج السلمي لتبادل السلطة .. هل من تعليق ..؟؟

اللهم بارك لنا في يمننا، وأنقذ شامنا وعراقنا، واحفظ لنا مصرنا وتونسنا ومغربنا وجزائرنا ومورتانيتنا والسنغال وجنوب السودان وشماله، غير ناسين جنوب اليمن، كما نسأله أن يحفظ فلسطيننا وخليجنا والمملكة العربيَّة السعوديَّة، إنَّه سميع مجيب. والله ولي التوفيق. 

السؤال الأخير/ تشهد اليمن في هذه الأيام اختتام مؤتمر الحوار الوطني بمشاركة مختلف القوى و المكونات السياسيَّة .. وقد لوحظ السعي الحثيث من قبل مختلف الأطراف إلى تجنيب اليمن ويلات الصراع والولوج إلى حرب أهليَّة .. ما الرسالة التي توجهها لليمنيين؟

نرجو للغة الحوار لا الخوار أن تسود، لا في اليمن وحدها بل في عالمنا الإسلامي كله، فنحن نعيش بين حالتي حوار وخوار، فنعم للحوار، ولا للخوار.

 دكتورنا الفاضل .. السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

قمت بالإعلان عن المقابلة الخاصَّة بكم في صفحتي على الفيسبوك وفي صفحة الملحق فلاقى هذا الإعلان ردود كثيرة وتلقيت اتصالات من مختلف التيارات وكلها تشيد بشخصكم وبفكركم ..

دكتورنا الرائع .. لكم هنا في اليمن حب لا يوصف فالحمد لله على كل حال .. ومن ضمن الذين اتصلوا طلبوا مني أن أسألك غير تلك الأسئلة .. فأتمنى منك راجيًا أن تلبي هذا الطلب الأخير وهو الإجابة على هذه الأسئلة.

سؤال/ يرى البعض أن تفعيل مناهج الشريعة هو ضرب النصوص الصحيحة .. فما تعليقك؟

لم أفهم السؤال، فأرجو من السائل أن يوضحه.

سؤال/ النسخ ودخول التراث اليهودي في الإسلامي .. من القضايا الشائكة في الفكر الإسلامي .. كيف تقرأ هذا ومدى تأثيره على الفكر الصحيح؟

أرجو الرجوع إلى كتابي الذي نشرته مكتبة الشروق الدولية منذ سنتين، وعنوانه “نحو موقف قرآني من النسخ”. واطلع على كتاب الإسرائليات في التفسير للشيخ أبو شهبة، وللذهبي، والدكتور نعناعة، وآخرين.

سؤال/ بما تنصحون المتخصصين أثناء تعاملهم مع التراث الإسلامي .. فكرًا وفقهًا؟

أن يرجعوا في كل قضيَّة طرحها التراث إلى كتاب الله لمعرفة العلاقة بين تلك المسألة والقرآن الكريم. ثم الرجوع إلى سنن وسير وهدي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لمعرفة أي شيء يمكن أن يستفاد به لإنارة هذا الجانب وتوضيحه، فالتراث إذا بني على غير الكتاب والسنة فهو خداج.

سؤال/ هناك من يقول أنَّك ترفض حد الرجم ولكنَّك تخفيه .. ما تعليقك؟

لا أخفي، وأنا لا أرى أنَّ الله شرع الرجم حدًا للزاني المحصن. وآية سورة النور كافية شافية، ومن لم تكفه هذه الآية فلا كفاه الله.

سؤال/  بخصوص اليمن .. هناك جماعة الحوثي في الشمال تحاول أن تفرض مذهبها بقوة السلاح .. وهناك ـ أيضًا ـ جماعات في الجنوب تريد أن تنفصل عن اليمن .. ما الرسالة التي يمكن أن تقولها لهم؟

﴿وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ .. (آل عمران:103).

سؤال/ وفيما يتعلق بسؤال الربيع العربي .. هل ممكن أن تقدموا للقارئ ولو شيء يسير حول قراءتكم له ؟

لدي كتاب في السوق بعنوان “الربيع العربي” اذهب إليه.

 

[1] مشتهري، محمد السعيد، قبل ظهور الفرق والمذاهب، السنة النبوية حقيقة قرآنية (القاهرة، دار مصر المحروسة، 2006) ص582: 584.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *