كلمة أ.د. طه جابر العلواني
بيروت 11- 12/ فبراير/ 2006م.
أشكر الإخوة في المعهد والملتقى الفكري للإبداع على إتاحة هذه الفرصة للإلتقاء بوجوه طيبة؛ منذ فترة طويلة ونحن في شوق للّقاء بها، والتحاور معها في أهم شؤوننا وقمة مصادر تكوين أمتنا وهدايتها ألا وهو القرآن الكريم.
هذا الملتقى قدمت إليه حوالي عشرين ورقة جلها قد قارب القراءآت الحديثة للقرآن الكريم أو لتفاسيره وعلومه. والقراءة منذ عصر التنزيل أخذت أشكالاً عديدة.
الشكل الأول: القرائتان اللتان جاء التنزيل بهما، حيث كانت الكلمات الأولى للوحي عند اتصاله برسول الله r وبالأرض الأمر بقرائتين: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ*خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ (العلق: 1-5) هذه الآيات الخمس ألأولى التي نزلت في بداية نزول القرآن الكريم حملت أمرًا بقراءتين، كل قراءة تستمد خصائصها من الله- سبحانه وتعالى- الذي أشير إليه بالاسم والخلق بالنسبة للإنسان المتلقي لهذا القول الثقيل. بدأ خلقه من العلق، أي نقطة من الدم المتخثر ثم تطورت. اسم ربك، ووصف بأنّه “الذي خلق”، وبيَّن الخلق في الفعل الذي هو صلة الموصول “بخلق الإنسان من علق”، فكأنه بدأ بأهم خلقه وأكرمهم عنده -مشيرًا جل شأنه إلى أصل خلقه من “علق” لا يمكن لأحد غيره أن يخلق منه بشرًا سويًا. وهذا الذي فعل ذلك- سبحانه- قادر على أن يجعل الأميّ قارئًا، وأن يختاره نبيًا ورسولاً. ويأتي الأمر بالقراءة الثانية لتزرع الثقة واليقين في قلب رسول الله بقدرة الرب الأكرم الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم. على إقرائه وتعليمه وجعله نبيًا ورسولاً. وبتدبّر القراءتين تدرك أن هناك تنبيهًا بأنّ الوحي سيصبح كتابًا كاملاً، مصدقًا لما بين يديه ومهيمنًا عليه، مشتملاً على تراث الأنبياء كلهم.
والقراءة الثانية ﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ* عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ صلة الموصول، تربط بين قراءة القرآن الكريم والقلم وجميع القراءآت التي تراتبت وتراكمت بواسطته منذ بداية الخلق حتى عصر التنزيل، مما يشير إلى دعوة القرآن منذ البداية للجمع بين القراءتين لتحقيق أهداف التنزيل. ثم تتالت وتتابعت أنواع القراءآت بعد ذلك.
للاطلاع على الورقة كاملة يرجى الضغط على الرابط التالي:
كلمة د. طه في ندوة القرآن بيروت