أ.د: طه جابر العلواني
إنَّ القرآن المجيد كان ولا يزال وسيبقى إلى يوم الدين مصدر النور والهدى، وبؤرة الإشعاع الهادي ومنطلق الهداية، ليس فيه حرف أو نبرة يمكن أن تبرز أو تعزز ثقافة مغشوشة خليطًا، كالتي تعشش في عقول وبيئات غالبيَّة المسلمين وجمهرتهم، والسنَّة النبويَّة تتبع القرآن وتدور حوله حيث دار، منه تستمد نورها كما يستمد القمر نوره وضياءه من الشمس، فهي بريئة حين تصح عن الصادق الأمين –صلى الله عليه وآله وسلم- من كل زيف، خالية من كل اختلال أو اضطراب، فأين وكيف ومن أين جاءت كل تلك الأفكار المختلطة، والمذاهب المغشوشة، لتحتل عقول المسلمين، وتسوق بهم إلى ذلك الدمار الذي صار المشترك الأعظم بينهم، بحيث لا تكاد ترى الناجي أو تميزه من الهالك؟!
أهي الطريقة الحماريَّة في حمل الكتاب الكريم؟!
لحمل هداية القرآن طريقان؛ طريق حماريٌّ وطريق إنسانيٌّ.
فالطريق الحماريُّ: هو ما أوضحه القرآن المجيد في الآية الخامسة من سورة الجمعة: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (الجمعة:5).
وهذه الآية الكريمة سبقتها آيات امْتَنَّ الله (تبارك وتعالى) بها على الشعوب الأمِّيَّة، بأن أرسل فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته (فيتعلمون منه القراءة الصحيحة السليمة)، ويزكيهم (فتحدث القراءة أثرها فيهم وتؤتي ثمرتها، وهي التزكية)، ويعلمهم الكتاب والحكمة التي بها يتمكنون من فقه الاستخلاف العمرانيِّ والقيام بمهامِّه بأحسن وجه وأتمه.
وتلك هي الطريقة الثانية، الطريقة الإنسانيَّة في حمل الكتاب: وهي التي أشارت إليها الآيات التي بيَّنت وظائف ومهام الرسول –الذي بعث في الأميِّين –صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه.
وإذا كان بنو إسرائيل قد حمِّلوا التوراة، ثم لم يحملوها إلا بالطريقة الحماريَّة، فذلك لم يكن شأنًا خاصًّا بهم؛ بل هناك أمم أخرى حمِّلت كتبًا سماويَّة ورسالات إلهيَّة، فلم تحملها إلا بـ«الطريقة الحماريَّة» ولم تفهمها إلا وفقًا لـ«أصول الفقه البقريِّ» الذي أصَّلت له يهود.
كانت النبوات قد تجمَّع تراثها وتبلور في الظاهرة الإسرائيليَّة، والظاهرة الإسرائيليَّة ظاهرة ألفت التعامل مع تراث النبوَّات تعامل الحمير، فهي تحمل ذلك التراث على ظهورها لا في قلوبها وعقولها، فعقولها وقلوبها غلف، وقد افتخروا بتلك القلوب: ﴿وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ …﴾ (البقرة:88) ومنغلقة أمام ذلك التراث، لا تسمح له أن يخالط بشاشتها، والحمار قد يزهو ببردعته الجديدة الجميلة التي تقي ظهره تأثير ما تحمل، ولكن لا يغيِّر ذلك من حماريَّته شيئًا، فخصائص الحماريَّة ثابتة فيه؛ ولذلك قال الله (تعالى): ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (الجمعة:5).
إنَّ القرآن المجيد كان ولا يزال وسيبقى إلى يوم الدين مصدر النور والهدى، وبؤرة الإشعاع الهادي ومنطلق الهداية، ليس فيه حرف أو نبرة يمكن أن تبرز أو تعزز ثقافة مغشوشة خليطًا، كالتي تعشش في عقول وبيئات غالبيَّة المسلمين وجمهرتهم، والسنَّة النبويَّة تتبع القرآن وتدور حوله حيث دار، منه تستمد نورها كما يستمد القمر نوره وضياءه من الشمس، فهي بريئة حين تصح عن الصادق الأمين –صلى الله عليه وآله وسلم- من كل زيف، خالية من كل اختلال أو اضطراب، فأين وكيف ومن أين جاءت كل تلك الأفكار المختلطة، والمذاهب المغشوشة، لتحتل عقول المسلمين، وتسوق بهم إلى ذلك الدمار الذي صار المشترك الأعظم بينهم، بحيث لا تكاد ترى الناجي أو تميزه من الهالك؟!
أهي الطريقة الحماريَّة في حمل الكتاب الكريم؟!
لحمل هداية القرآن طريقان؛ طريق حماريٌّ وطريق إنسانيٌّ.
فالطريق الحماريُّ: هو ما أوضحه القرآن المجيد في الآية الخامسة من سورة الجمعة: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ (الجمعة:5) .
وهذه الآية الكريمة سبقتها آيات امْتَنَّ الله (تبارك وتعالى) بها على الشعوب الأمِّيَّة، بأن أرسل فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياته (فيتعلمون منه القراءة الصحيحة السليمة)، ويزكيهم (فتحدث القراءة أثرها فيهم وتؤتي ثمرتها، وهي التزكية)، ويعلمهم الكتاب والحكمة التي بها يتمكنون من فقه الاستخلاف العمرانيِّ والقيام بمهامِّه بأحسن وجه وأتمه.
وتلك هي الطريقة الثانية، الطريقة الإنسانيَّة في حمل الكتاب: وهي التي أشارت إليها الآيات التي بيَّنت وظائف ومهام الرسول –الذي بعث في الأميِّين –صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه.
وإذا كان بنو إسرائيل قد حمِّلوا التوراة، ثم لم يحملوها إلا بالطريقة الحماريَّة، فذلك لم يكن شأنًا خاصًّا بهم؛ بل هناك أمم أخرى حمِّلت كتبًا سماويَّة ورسالات إلهيَّة، فلم تحملها إلا بـ«الطريقة الحماريَّة» ولم تفهمها إلا وفقًا لـ«أصول الفقه البقريِّ» الذي أصَّلت له يهود.