Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

خطاب المرأة العملي في سيرة زهيرة عابدين

خطاب المرأة العملي في سيرة زهيرة عابدين

أ.د/ طه جابر العلواني

خطاب المرأة العملي  بين الشرق والغرب:

1-خطاب المرأة في الغرب خطاب حقوق يندرج في إطار “حقوق الأقليات”.

2-خطاب المرأة المسلمة أو الشرقية كان انعكاسا لخطاب المرأة في الغرب يغلب أن يتناول حق التعليم، وحق العمل، واعتراضات على بعض التشريعات كالميراث، والشهادة، وقضايا اختيار الزوج، والطلاق وتقييده وتعدد الزوجات والحجاب وما إلى ذلك مما اختلطت به التقاليد والتشريعات.

3-استطاعت زهيرة عابدبن أن تستوعب ذلك –كله- وتتجاوزه نحو العمل فبدلا من أن ترفع صوتها في المطالبة بتعليم المرأة أسست جمعية للتربية لتؤسس سلسلة من المدارس ذات المستوى العالي جعلت المرأة على رأس بعضها، وقامت بإعداد جيل من المربيات الفاضلات والتلميذات مربيات المستقبل لتجعل الأمر مسلمة عملية بدلا من قضية نظرية للنقاش وتثبت عمليا قدرات المرأة وطاقاتها.

وبدلا من مناقشة دور نظري للمرأة في تنمية المجتمع قامت ببناء مؤسسات تقاوم الأمراض، وتسهر على صحة المجتمع وتنقيته من الأمراض، ووضعه على طريق الإنتاج. وعنيت بتأسيس الطب الاجتماعي بالعناية بأسر المرضى لتبني رؤية كليّة في العلاج والتكافل، استلهمت بذلك روح الهدي النبوي في هذا المجال. وهو أمر لم تسبق إليه فيما أعلم.

وتجاوزت ذلك إلى تأسيس دور للمسنّات وللشابات المسلمات لتشمل رعايتها الأجيال كلها.

وبدلا من الدعوة إلى المشاركة السياسية كانت ذا خبرة وقدرة وطاقة على الاستفادة من سائر مستويات القيادة السياسية في البلد. ولم تكن تتردد حتى في حالات المرض القصوى من الاتصال بالوزراء الذين تحتاج بعض المشاريع إلى الحديث إليهم، ولم يكن أيّ منهم يتردد أن ينزل من مكتبه إلى حيث تقف سيارتها ليجلس معها في سيارتها يستمع لطلباتها ووصاياها بدافع من الإيمان بإخلاصها وأمانتها وقدرتها على حسن التخطيط، وسلامة الإنجاز.

لقد كانت قامة شامخة، وهرما لا يطاول.

وفي إطار رؤيتها، بل فلسفتها في الطب أسست كلية للطب للـــ “بنات” في دبي بتعاون مع الشيخ سعيد لوتاه. هذه الكلية وفلسفتها تستحق دراسات خاصة للكشف عن فلسفة أم الأطباء في الطب. تغمدها الله برحمته، وأسكنها فسيح جناته وعوض الأمة عنها خيرا بذريتها وأحفادها وتلامذتها. رحمها الله.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *