ما شروط استجابة الدعاء ؟
الجواب:
قال تعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ﴾ (البقرة:186).
وقال صلى الله عليه وسلم: “إن العبد لا يخطئه من الدعاء إحدى ثلاث”، ولأحمد والبخاري في الأدب والحاكم وصحح إسناده من حديث أبي سعيد “إما أن تعجل له دعوته وإما أن يدخر له في الآخرة وإما أن يدفع عنه من السوء مثلها”.
ومن شروط استجابة الدعاء: الإخلاص في الدعاء، وطيب المأكل والمشرب، والشعور بشدة الحاجة إلى الله (جل شأنه)، والتجرد من الحول والقوة، أو اقتدار النفس أو سواها على تلبية تلك الحاجات، لقوله (جل شأنه): ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ (النمل:62).
وذكر الغزالي في الإحياء آداب للدعاء وهي عنده عشرة:
الأول: أن يترصد لدعائه الأوقات الشريفة.
الثاني: أن يغتنم الأحوال الشريفة قال أبو هريرة رضي الله عنه إن أبواب السماء تفتح عند زحف الصفوف في سبيل الله (تعالى) وعند نزول الغيث وعند إقامة الصلوات المكتوبة فاغتنموا الدعاء فيها. ويرجع شرف الأوقات إلى شرف الحالات.
الثالث: أن يدعو مستقبل القبلة ويرفع يديه بحيث يرى بياض إبطيه.
الرابع: خفض الصوت بين المخافتة والجهر.
الخامس: أن لا يتكلف السجع في الدعاء فإن حال الداعي ينبغي أن يكون حال متضرع والتكلف لا يناسبه.
السادس: التضرع والخشوع والرغبة والرهبة.
السابع: أن يجزم الدعاء ويوقن بالإجابة ويصدق رجاءه فيه.
الثامن: أن يلح في الدعاء ويكرره ثلاثا.
التاسع: أن يفتتح الدعاء بذكر الله (عز وجل).
العاشر: وهو الأدب الباطن وهو الأصل في الإجابة: التوبة ورد المظالم والإقبال على الله (عز وجل) بكنه الهمة فذلك هو السبب القريب في الإجابة.