لماذا تُعد ألعاب “الدومينو” و “الكوتشينة” من المكروهات ؟
الجواب:
جميع هذه الوسائل من الناس من نظر إليها من زاوية إضاعة الوقت وعدم الانتفاع به، والانشغال عن الأمور الأهم فيما لا نفع من ورائه؛ لذلك يرون في هذه الألعاب أمورا مكروهة، وإذا أدت إلى الوقوع في المحرم كالمراهنات المادية والمقامرة والغفلة عن أوقات الصلاة تأخذ صفة التحريم، وتدخل في إطار اللهو المنهي عنه.
وقد يلاحظ بعض الناس فيها شيء من فائدة متصورة أو مفترضة، مثل لعبة الشطرنج فالبعض يراها لعبة تعطي نوعا من التدرب على التفكير الاستراتيجي، الذي لا يستغني المسلم عن التحلي به، وبعضهم يرى فيه ما يراه في بقية أنواع اللهو، وقد أثر عن الإمام علي رضي الله عنه أنه مرّ بقوم يلعبون الشطرنج فقال: ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون، لقد عصيتم الله ورسوله. وفي الوقت نفسه يكتفي الإمام الشافعي بنسبة حكم الكراهة للعب بآلة الشطرنج فقط، ولا يبلغ بذلك درجة التحريم لأنه رأى فيه فائدة معرفية حيث يتدرب العقل بهذه اللعبة على التفكير الاستراتيجي، وعنه نقل: إنه لهو شَبَهُ الباطل أكرهه ولا يتبين لي تحريمه.
والمسلم لابد له من الترويح عن النفس، ولكن الترويح عن النفس لابد أن ينضبط بضوابط العائد المعرفي والفكري والسلوكي للفعل الذي يستخدم لذلك، والفن الذي يلجأ إليه.
ويعتبر الشعر والقصص وما إلى ذلك من الأمور التي تحتاج إلى نوع من العناية لكي تكون للإنسان المسلم وسائل ترويح وترفيه وتغيير مناسبة لغاية وجودة في هذه الحياة الدنيا، والشخصية الإنسانية كما هو معروف تتألف من عقلية ونفسية، فالعقلية تكونها الخبرات والتجارب، والنفسية تكونها الفنون والآداب، والله أعلم.