Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

التعريف القرآني والأرسطي

يجد طلاب العلم التعريف الأرسطي مختصر وسهل الحفظ، أما التعريفات القرآنية طولية جدًا كما تفضلت حضرتك وأشرت لها ، ما الفرق الجوهري بين التعريف الأرسطي والتعريف القرآني ؟

الجواب:

التعريف الأرسطي تعريف لفظي، منبت عن الواقع، يعتمد على ما سماه أرسطو بالكليات الخمسة، وهي كليات تولى شرحها تفصيلا علم المنطق، وقد اعتبر العلماء في الغرب المنطق الأرسطي بجملته معوقا للحضارة، لأنه يعتمد على الألفاظ فقط، ولا يبحث عن وجودها الواقعي ولا عن حقيقة ذلك الوجود، بل يقتصر على اللفظ وما يوحيه اللفظ إلى الذهن، ونسبوا تأخر أوروبا لقرون عديدة وعدم اكتشافها للعلوم التجريبية إلا بعد احتكاكها بالمسلمين وبفلسفة ابن رشد بالذات، إلى هذا المنطق، وأن مباحث العلة لدى الأصوليين كانت نقطة البداية في اكتشاف علماء أوروبا التجريب وأثره في المعرفة، ولذلك فإنهم نبذوا المنطق الأرسطي، وتعريفاته.

بالنسبة لتعريفات القرآن تجد أنه يستقرئ ما يتعلق بالشيء ذاتا وحقيقة وخصائص وصفات فيعرفه بها، وذلك هو ما يفتح أبواب المعرفة أمام العقل الإنساني والبحث والتجريب وما إليه. ومن المؤسف أن علماءنا ما زالوا حتى اليوم يتشبثون بالمنطق الأرسطي وتعريفاته مما جعل الجانب اللفظي يطغى على جانب المعاني وعلى الحقائق والوقائع في كثير من معارفنا النقلية، والله أعلم.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *