Menu
منهجية التعامل مع التراث الإسلامي - مراجعة لكتاب من أدب الاختلاف إلى نبذ الاختلاف - أُمْنِيّة أهلِ السجود([1]) - The future of Islam in America and west - جانب من جلسات فريق باحثي الأزهر للعمل على وضع منهجية مراجعة التراث - حوار حول الربيع العربي - الإسلام والمسلمون من وجهة نظر غربية - برنامج اخترنا لمكتبتك - معالم في المنهج القرآني - ومضات فكرية

“تعريفات “العلوم الشرعية

هل يمكن أن يحدث يومًا أن تتحول كل تعريفات العلوم الشرعية قرآنيًا بدلًا من التعريف الأرسطي الجامع المانع -كما قلت فضيلتك-؟ وكيف يمكن تحقيق ذلك؟ ما هي الآليات حتى يبدأ الباحثين في عمل ذلك ؟

الجواب:

يمكن ذلك، ولست أول من تحدث بهذا، بل إن ابن تيمية -يرحمه الله- سبقني بذلك، وسبقه الغزالي والرازي في أواخر أيامهما، ولو دققنا في أفكار الرجال لربما وجدنا من هو أقدم ممن ذكرنا في المناداة بهذا الشأن، وابن تيمية قد درس موقفه من الحد والرسم الدكتور علي سامي النشار -يرحمه الله-، في كتابه مناهج البحث عند مفكري الإسلام، وفي كتابه الثاني نشأة الفكر الفلسفي لمحات كثيرة في هذا المجال، فالقرآن المجيد يستبدل الحد الذي يقوم على الكليات الخمسة، وكذلك الرسم، بذكر الأوصاف العديدة للشيء حتى يتبين لقارئه ذلك المراد ويتصوره، وهذه الطريقة لا تعتمد على الكليات الخمسة ولا على الجنس والفصل، أو الفصول والخواص، بل تعتمد على الوصف شبه المستقرئ الذي يرسم في ذهن القارئ ما يقرب إلى التمام في تصور المفسَّر أو المعرَّف، وقد يسلك القرآن سبيل ضرب المثل للشيء للتعريف به، ويوظف القرآن مجموعة من الأدلة مثل دليل الخلق ودليل العناية، وأدلة أخرى؛ للتعريف بما يريد التعريف به، ويمكن تتبع ذلك في أمور عديدة، فقد عرفنا القرآن الكريم بغيبيات لا يمكن أن تعرف إلا بطريقته، مثل الوحي، والجنة والنار، والبعث والنشور، وعرفنا بمصائر الناس، والمنافقين والكفار والمؤمنين، وآكلي الربا، ومقترفي الفواحش، والمحسنين والمتقين والأبرار، من دون حاجة إلى استخدام الحدود والرسوم الأرسطية، فتتبع القرآن المجيد بالشكل المستقرئ المتدبر سيبين ويوضح لنا ذلك إن شاء الله تعالى.

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *