هل تعتقد أن موروثنا التاريخي في التعامل مع القرآن ظل بعيدا عن جوانب تدبره أم أن هذا الأمر حديث العهد بالمسلمين ..حفظكم الله؟
الجواب:
لم يخل عصر من العصور من جيل التلقي وحتى يومنا هذا من متدبرين للقرآن الكريم، الذين يكابدون ويجاهدون من أجل نيل بعض ما يفيض به القرآن بكرمه عليهم، وما نقوله إنما هو طلب المزيد، وبيان أن ذلك كله أقل مما كان ينبغي أن يبذل من جهود، فنحن نقول مثل ذلك القائل: كابدت القرآن عشرين سنة، فتنعمت به عشرين سنة، فنحن نتمنى أن نجد جيل من المكابدين الذين يبذلون غاية جهدهم في سبيل تدبر القرآن وفهمه، والغوص وراء كنوزه ولآلئه، فذلك وحده هو الذي يحيي موات الأمة ويبني عقولها ونفوسها وشخصيتها بناء سليما، أما هجر القرآن فلا يمكن أن يعوض الأمة عنه شيء لو استوعبت كافة ما في الدنيا من علم ومعرفة عداه، ولن يغني عنهم من الله شيء إذا لم يتلوه حق تلاوته ويتدبروه حق تدبره، والله أعلم.