أ.د/ طه جابر العلواني
إن الألفاظ القرآنية عموماً، تحمل عمق المفاهيم وفلسفتها التي لا مجال لاستبدالها، إذ لا ترادف في القرآن الكريم، ولهذا فإن لكل لفظة قرآنية أبعادها وعمقها الفلسفي باعتبارها مفهوماً، “والمفاهيم القرآنية ليست مفاهيم تجريدية، وإن كانت تعبرعن مثالية واقعية بحيث لا يتحقق دورها ووظيفتها إلا بتطبيقها، ومن ثم فإنه لابد من التعامل معها باعتبارها مفاهيم حركية، تتضمن تحركاً نحو تغيير الواقع وإصلاحه وتحسينه دائما، حيث إن من طبيعة المفاهيم أنها مندمجة في الواقع مع بقاء الارتباط الوثيق بالمعيار الذي استمد منه، وهو (الوحي)، ومن هنا فالمفهوم القرآني يسعى دائماً نحو ترشيد الواقع وتوجيهه صوب المعيار. وهذا يبرز أهمية إعادة تحديد المفاهيم القرآنية وتميزها عن المصطلحات البشرية، كما أن بين تلك المفاهيم القرآنية علاقة تكاملية تشكل وحدة واحدة، فاستخدام أي منها يستدعي باقي المفاهيم، بالإضافة إلى معاني التكاملية داخل المفهوم الواحد، وهي في الوقت ذاته ترفض أي مفاهيم مستحدثة لا تستند إلى أصولها التكوينية وفلسفة معانيها المستبطنة في تلك المفاهيم، ولذا فإن محاولة غرس أي مفهوم من خارجها، يفقد هذه المنظومة أبعادها المتكاملة مما يحدث لها تشويه وتلبيس يفقدها دلالاتها.
إن مصدرية تلك المفاهيم هو الله (سبحانه) مما يمنحها القدرة على التداخل والتكامل بصورة متوازنة، بحيث تبقي على خصوصية كل منها ومعناه دون أن تحول بين أن يحمل كل منها معاني المنظومة المفاهيمية كلها، وهذا ما سيتبين لنا في استعراض معاني المفاهيم الآتية بإذن الله.
للإطلاع على البحث كاملا يرجى فتح الرابط التالي: