أ.د/ طه جابر العلواني
ماذا نعني بالمراجعات؟
مقدمة
شاءت الإرادة الإلهيَّة أن يحتل هذا الدين من مراتب الشرف أعلاها، ومن معاني الحق والخير والجمال أسماها، فهو دين ذو خطاب يتسامى على حدود الزمان والمكان، ويستعصي على التحريف أو الاندثار، ويمتلك فاعليَّة حضاريَّة وقدرة ذاتيَّة على التجدد والنهوض.
وقد شهد النصف الأخير من القرن الماضي يقظة إسلاميَّة شملت معظم بقاع الأرض بما فيها مناطق الأقليَّات المسلمة في العالم، التي استيقظت على هُويَّتها وعاد إليها وعيها بذاتها، وانتماؤها وهُويَّتها الحضاريَّة، فصارت تشيِّد المدارس والمساجد والمراكز الإسلاميَّة في كل مكان، وأطلق على تيارها بصفة عامَّة “تيار الصحوة الإسلاميَّة”، وإذا أخضعنا تلك الظاهرة إلى نوع من البحث والتدقيق العلمي والمعرفي سنجد أنَّ ما حدث كان جزءًا من صحوة دينيَّة شملت العالم كله، وانطلقت تبحث عن الدين، والخطاب الديني في كل مكان، فكأن الأبعاد الغائبة عن هذه الحضارة المعاصرة جعلت الإنسان المعاصر في عطش شديد لإرواء عطشه، وبل غلته، والخروج به من حالة الجفاف واليبس التي صار إليها نتيجة حضارة عوراء قرأت الطبيعة ولم تقرأ الوحي الهادي فيها، وكانت في حاجة ماسة إلى أن تعالج أمراضها بحضارة سوية تنظر إلى الأمور بعينين وتجمع بين قراءتين، فيكون لها عين على الوحي، وعين على الكون، يمشي في مناكب الأرض الممهدة وفجاجها وطباقها دون تحديد وجهة وقبلة من الوحي الهادي القائد المرشد لحركتها، والمسلمون حين بدأ الوعي الجديد يدب فيهم امتطوا إلى ذلك جوادين، جواد التراث الذي شكل لهم مصدر الفكر ومنبع النظر وجوادا آخر هو جواد المعاصرة التي شكلت التحدي وأيقظت فيهم قوى الوعي وشيئا من الرغبة بامتلاك الفاعليَّة والدافعيَّة؛ ولأنَّ الأحزاب والفئات وما عرف بالإسلام السياسي قد أقبلت على الوحي دون خبرة كافية أو دراية بمناهج التعامل مع هذا التراث بحيث يسدد بذلك خطاها وتحدد كيف تتوخى أهدافها بدقة، وتقوم بعمليات تقدير للموقف سليمة دقيقة لتكون على بينة من أمرها، ومعرفة لكل أبعاد أزماتها، وأزمات العالم من حولها، وأية أفعال يقوم بها الإنسان بناء على ردود الأفعال فإنها قد لا تسمح له بأن يحسن التخطيط ويتقن التدبير ويستجيب للتحدي بما يوازيه أو يكافؤه.
لقراءة البحث كاملا يرجى الضغط على الرابط التالي: