في نهاية الأسبوع فقدت الأمة رجلين مجتهدين ومجاهدين لم تربطني بهما علاقة وطيدة لكني التقيتهما وأفدت من علمهما وأعجبت باجتهادهما الساعي لتطوير أصول الفقه والفكر الإسلامي عامة.
وإذا كان أول المتوفين قد فضل العمل الفكري الخالص ولم يمارس الجهاد السياسي فإن الثاني مارسهما إضافة إلى مشاركته الفكرية.
نأمل أن يكونا قد تركا من يواصل مدرستهما الفكرية.
كلا الرجلين يمثل الفكر المخضرم الذي يريد أن يسمو إلى ما يجمع التأصيل والتحديث من قواسم مشتركة هي التي تجبر الكسور التي جعلتنا مكبلين بانحطاطين صادر عن تجمد فكرنا بالتقليد واستيراد فضلات الفكر الغربي بالتقليد كذلك ما أوقعنا في كاريكاتور التأصيل والتحديث وصراع الديكة بين صنفين من النخب تقتل المستقبل باسم الماضي أو الأصيل باسم التحديث.
رحمهما الله أمد أهلهم بجميل الصبر والسلوان.
والله أكبر وكلنا إليه راجعون.