تعبير (إسلامية المعرفة) ضرورة معرفية وضرورة حضارية لا على المستوى الإسلامي وحده، بل على المستوى العال كله للخروج من المأزق المعرفي المعاصر، ولزمة الفكرية العالمية المعاصرة. وإسلامية المعرفة تتحقق من قراءة كتابين.. كتاب الوحي ونعني به (القرآن)، وكتاب الكون المنظور الذي يتضمن ظواهر الوجود كافة. فالقرآن الكريم والكون البديع كلاهما يدل على الآخر ويرشد إليه ويقود إلى قواعد وسننه، فالقرآن يقود إلى الكون، والكون أيضا يقود إلى القرآن. وهذا يمكن أن نطلق عليه (الجمع بين القراءتين). وحين يحدث الفصام بين القراءتين، فإن المناهج المعرفية البشرية تقود إلى نتيجتين خطيرتين: فالذين يتعلقون فقط بالجانب الغيبي في القراءة، ي بالقراءة الأولى في الوحي فإنهم يسقطون الجانب الموضوعي وعناصره من حسابهم فيتحولون بالدين إلى لاهوت وكهنوت، وينتهي أصحاب هذه القراءة إلى فكر سكوني جامد قد يحسب خطأ على الدين والذين يتعقلون بقرءة الكون وحده ويركزون على الجانب الموضوعي في إطار القراءة الثانية، فإنهم ينفون البعد الغيبي الفاعل في الوجود وحركته وينتمون تريجيا إلى الفكر الموضوعي في المعرفة الذي يؤثر على النسق الحضاري. والجمع بين القراءتين جمعا جدليا وتفاعليا يشير ليس فقط إلى مناهج نظر، بل يمتد ليحرك عناصر معينة لتفعيل آليات الجمع بين القراءتين وبما يحقق عاصر الوصل لا الفصل بين العلوم الشرعية والعلوم الإنساية ولاجتماعية وفي دراسة كثير من القضايا والموضوعات، ومن أهم فوائد هذا الكتاب أنه أشار إلى أهمية وخطورة ذلك ضمن صياغات النظام المعرفي والأصول المنهجية ومناهج التعامل مع المجالات المعرفية المختلفة والتكامل فيما بينها.
بيانات النشر: القاهرة_المعهد العالمي للفكر الإسلامي
تحميل الفهرس: اضغط هنا