في غمرة الحماس والحركة وفي غمرة المعارك الفكرية الدائرة بينها وبين غيرها من الحركات والتيارات السياسية؛ غابت أبعاد مهمة في الفكر والحركة عن بعض الحركات الإسلامية المعاصرة، فبدأ «الخطاب الإسلامي المعاصر» وكأنه خطاب جغرافي إقليمي أو قومي في بعض الأحيان ، وبدا أحيانا خطابا قانونيا جل همه ينحصر في بيان سلامة مواد القانون الذي يدعوا لتبنيه، وضرورتها، وترابطها وسلامة منطلقاتها التشريعية، وفي أحيان أخرى يبدوا كأنه خطاب يعبر عن برنامج سياسي لفئة من الفئات تتقدم به إلى الناخبين ليتقبلوه ويمنحوا المتقدمين به الثقة. وقد كشف هذا التفاوت الشديد في صياغة الخطاب الإسلامي شكلا ومضمونا عن حدة التفاوت والاضطراب لدى أصحاب الخطاب، وكذلك اضطراب في التصورات والمنطلقات والأولويات فضلا عن الأهداف والغايات. وهذا الكتاب يقدم رصدا أمينا ومخلصا للأبعاد التي غابت عن بعض الحركات الإسلامية المعاصرة فكرا، وحركة، كما يقدم نقدا علميا وموضوعيا للخطاب الإسلامي المعاصر في إطار ما تحرص عليه وتؤكده الحركة الإسلامية من أهمية مبدأ «النقد والنقد الذاتي».
بيانات النشر: القاهرة_المعهد العالمي للفكر الإسلامي
تحميل الفهرس: اضغط هنا