إن هذه الورقة أعدت لتكون ورقة داخلية يتداولها مستشاروا المعهد والمشاركون في حمل همومه وقضاياه، فهى محاولة للتعبير عن التفكير المشترك الذي لا بد أن يشكل الأساس الفكري الذي يقف عليه القائمون على شئون المعهد العالمي للفكر الإسلامي والمتعاونون معه. ولقد حظيت الوقة باهتمام سائر الأخوة والمستشارين، ونوقشت قضاياها نقاشا مشتفيضا، واقترح اشراك من لم تسعفه ظروفه للحضور بدراستها ومعرفة ملاحظاته حول قضاياها، فتم إرسالها إلى عدد كبير من العلماء والأساتذة المتعاونين مع المعهد. وقد لفت كثير من الإخوة الين اطلعوا على الورقة، أو شاركوا في مناقشتها النظر إلى وجوب نشرها بطبعة عامة، فهي تمثل محاولة متقدمة لتوضيح قضية «إسلامية المعرفة» ظهرت فيها بصمات سنوات الخبرة والمعاناة العملية في الميدان. إن الورقة وإن اشتملت في صياغتها الأخيرة على كثير من خصائص الخطاب العام لكنها لم تخرج تماما من غطار خصوصيتها الفكرية والثقافية. ونحسب أن أفكار الورقة تهم كل من له من هموم هذه الأزمة الفكرية نصيب، لكن قراءتها تستلزم قدرا لا بأس به من الصبر والحيدة والإحساس بأهمية الفكر والثقافة في البناء الحضاري الإسلامي الجديد. إن الظروف الصعبة التي تجتازها أمتنا الإسلامية والفترة الحرجة التي تحياها جماهيرها قد تجعل الآذان أقل التفاتا لقضايا الفكر، لأنها من وسائل الدواء الطويل المدى الذي نقدمه ونادي به، لكن استمرار الإحباط والفشل والإحساس بالمهانة والضيع كل ذلك يؤكد حقيقة صارخة هي : لو أن هذه المة استقامت عقيدتها وصلح فكرها وتحررت إرادتها، وإحسن بناء وإعداد إنساناها وتمتعت بحريتها الكاملة هل كان يمكن أن يحدث لها ما حدث؟ وهل كان يمكن للشياطين أن تجتالها بين الحين والآخر لتدمر ما جمعت من قدراتها، ولتعيدها إلى نقطة البدء في جهودها؟ لولا استحكام الأزمة الفكرية وغياب الهوية الثقافية والوحدة الخوية هل تسقط الأمة هذا السقوط المروع في شراك خصومها واعدائها؟! والمعهد إذ يضع هه الورقة بين أيدي القراء فغنه يحاول أن يعبر عن برنامجه، وموقع هذا البرنامج من المشروع الحضاري الإسلامي. والله ولي التوفيق.
بيانات النشر: فرجينيا_المعهد العالمي للفكر الإسلامي
تحميل الفهرس: اضغط هنا